كل فرد منا له قراراته الشخصية التي لا يجب أن يتدخل فيها أحد أين كان حتي الآباء فحقا طاعتهم واجبة لكنها لا يجب أن تكون في الأمور الشخصية التي تحدد المصائر .
الزواج من أهم القرارات الشخصية و بالرغم من ذلك فقد يتدخل بعض الآباء في هذا القرار عن طريق رفض خطيب إبنتهم أو خطيبة أبنهم ،وأحيانا يضطر الأبناء الي طاعة آبائهم نتيجة
الضغط الواقع عليهم حتي وأن لم تكن مبررات الرفض قوية ، ولم يقتصر الأمر علي ذلك فقط بل يحاول تلك الآباء إقناع أبنائهم بعد ذلك بالزواج من أشخاص معينة طمعا في المال و الجاه وكأن
هؤلاء الأبناء مجرد يويو. قديمآ كانت الفتاه مجبرة علي أمرها فكانت لا تستطيع أختيار الزوج أو رفضة لصغر سنها ولجهلها بحقوقها ولضيق الحيز الذي تعيش فيه ، أما إلان فهي تتزوج في سن أكبر
بالإصافة الي إنها أصبحت أكثر علما وثقافة عن الماضي مما يؤهلها لإختيار شريك حياتها .
يوجد نوع أخر من الآباء الذين يتحكمون في حياه ومصير أولادهم و يحثوهم أحيانا علي إفتعال المشاكل مع أزوجاهم مما يؤدي الي حالات الإنفصال والطلاق . حقا أمرنا الله سبحانه وتعالي
ببر الوالدين وطاعتهما فقال في كتابه العزيز (” وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما”) صدق الله العظيم،لكن بالطبع لا طاعة لمخلوق
في معصية الخالق والظلم معصية كبيرة فالله سبحانه وتعالي حرم الظلم علي نفسه وحذرنا منه، لذلك فلا يجب أن يظلم الإنسان نفسه أو غيره إرضاء لأي أحد أين كان .
لا شك أن الآباء يحبون أبنائهم ويتمنون لهم الخير لكنهم أحيانا يفرضون عليهم واقع سيء ويعتقدون أنه الأفضل لهم طبقا لوجهة نظرهم ولكن يحدث العكس كثيرا مما يؤدي الي سخط الأبناء عليهم في نهاية الأمر، وبالطبع ليس
كل الآباء هكذا بل يوجد الكثير من العقلاء الذين ينصحون أبنائهم فقط دون الضغط عليهم أو محاولة إجبارهم علي شيء.
كل منا يجب عليه أن يتخذ قرارته بنفسه ما دامت لا تتنافي مع الأخلاق والدين وإذا كانت تلك القرارات غير مرضية للأهل فيجب علينا إقناعهم بها وتوضيح الأمر لهم فقط بدون مقاطعتهم
أو الإساءة إليهم، ويجب أيضا علي الآباء بأن لا يتدخلوا في حياه أبنائهم ويكتفوا فقط بإرشادهم ونصحهم …