كتبت هبه الخولي – القاهرة
اتخذ الامن القومي هذه الايام منحىً مختلف، حيث أصبحت الأطراف المعنية بمناقشة هذا المفهوم ودلالاته أكثر اتساعًا وتنوعًا،
خاصة بعد توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ أن كان وزيرًا للدفاع في 2014 لأكاديمية ناصر العسكرية العليا بالتوسع
في تنظيم دورات للمدنيين من أجل التوعية بالأمن القومي المصري والمفاهيم المرتبطة به.كانت تلك الدعوة هي بداية لمرحلة جديدة في الرؤية التدريبية انتشرت فيها ثقافة
من نوع ختلف تتعلق بمفهوم الأمن القومي، حيث حملت المركزية للتدريب على عاتقها مسؤولية تنظيم دورات تثقيفية متنوعة تغطي الأبعاد المختلفة في كافة المجالات
ومن ضمنها الأمن القومي المصري، اتساهم بدورها في تكوين ما يمكن تسميته بثقافة عامة حول مفهوم الأمن القومي بين العاملين
في صروح الثقافة المختلفة بهذه الكلمات افتتحت رئيس الإدارة المركزية للتدريب وإعداد الادة الثقافيين فعاليات المجموعة السابعة من البرنامج التدريبي “استراتيجية الامن
القومي”لمديري الإدارات العمة والوسطى بمكتبة البحر الاعظم بالجيزة ليتم طرح مجموعة من المعلومات التي تتسم بالثراء الأمني والمعلوماتي
وذلك في الفترة من 26/10/26 وحتى 30/10/2019 كان من الأهمية بمكان أن تكون أولى محاضرات البرنامج “مفاهيم الأمن القومي
“حيث تناول اللواء أركان حرب بهاء الحريشي تلك المفاهيم بتفصيل تام، لإن محور الحياة هي الإنسان، وتدور حوله كافة الأشكال، وما تكون الحكومات أو تتشكل إلا بغرض
أن يكون هدفها هو نماء المواطن، والحرص على وجوده، ودعم حياته بكافة السبل وتوفير كافة سبل الأمان له مؤكداً على
مرور مفهوم الأمن القومي بمرحلتين مهمتين نتيجة التطورات العالمية أولهما كان ينظر اليه بالنظرة الاستراتيجية الضيقة
وهي صد هجوم عسكري معادٍ وحماية الحدود من الغزوات الخارجية والمحافظة على الاستقلال الوطني، والثانية صار على الدولة
أن تؤمن مواطنيها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا ضد أخطار متعددة فرضتها طبيعة الانفتاح الواسع على العصر الحديث
.وفي ظل انتهاء عصر العزلة، وذيوع فكر العولمة تراجعت سيادة الدولة وتناقصت استقلالية القرار الوطني لصالح
قوي إقليمية أو دولية، فهناك قرارات أصبحت تصدر بالمشاركة بين السلطة الوطنية وغيرها من السلطات الخارجية مثل المنظمات
الدولية، ولم تعد القرارات الاقتصادية حكرًا للمسئولين في الدولة وإنما أصبحت مشاعاً، بالإضافة إلى تأثرها بالمؤسسات الخارجية
كالبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية وغيرهما، مما يعد انتقاصا من السيادة ومن الأمن القومي، كما أكد لواء أركان حرب ناجي شهود
على ضرورة إتاحة الفرصة للشباب لأنهم المستقبل القادم لمصرفكل جيل يترك أثره في الجيل الذي يليه ويكمل ما بدأه السابقون
ويجني ثمار ما صنعوه، مناشدا الشباب أن يحكموا عقولهم قبل اتخاذ أي قرار تجاه بلدهم، وإعادة الثقة بين الشعب ومؤسساته
من جيش وشرطة، وخلق تلاحم بينهم، كذلك إعادة الثقة للجندي
في نفسه وقادته وسلاحه وغرس مفاتيح الإيمان بعدالة القضية التي يضحي بروحه من أجلها.كما تحدث خلال المحاضرة
عن خطورة ومساوئ الإعلام الموجه على الإنسان، والجندي المصري وقدرته على تخطي كل الأزمات التي تقف أمامه،
وعرض للتحديات التي مرت بالبلاد بداية من حرب 1956 حتى حرب 1973.