أُرجوحتي القديمة
==========
كانت لي أرجوحة في فناء منزل العائلة ، كنت سعيدة بها جدا ، كلما سمح لي الوقت أذهب إليها ألعب وأقضي معها أسعد الأوقات
، أغني ، أكلمها ، أتصورها صديقة لي ، ألهو معها أغضب منها أعود سريعا أصالحها أتحدث دوما معها ، أحكي معها عن كل شيء وأي شيء، حتى تأتي لي والدتي لتأخذني داخل البيت ، فتجدني قد غلبني النوم في أحضان أرجوحتي .
تحملني على زراعيها وتضعني في سريري ،
مرت أعوام وأعوام كبر الصغير وماتت أمي ، ومات أبي
، تباعدت الأخوات وأصبح المنزل أطلال متراكمة ، بحثت عن أرجوحتي الصغيرة ، بين الأطلال فلم أجد منها سوى بعضا من قطع حديد أكلها الصدأ
، وباتت أحلامنا وكل ما يربط بيننا وبين
منزلنا القديم ذكريات لن تموت ولن تصبح يوما أطلال .
سنظل نتذكر المكان ومن كانوا يعمرونه بضحكاتهم ، و أفراحهم ، وأحزانهم
ضجيج بداخلنا يشعرنا بالأمان كلما ثار داخلنا الحنين للذهاب إليه
ضجيج لا يهد ولا يباع ولا يستبدل
ضجيج كما كان وسيظل حيا بذاكرتنا
وصوت أُرجوحتي ك صوت ناي يبكي على الأطلال لحن الحنين
وعلى جدار حجرتي كنت قد كتبت أمنية ولكنها ماتحققت
هدم الجدار مع امنياتي وأحلامي الصغيرة ،
كنت أنا وأخي نكتب على جدران المنزل
( أ _ ب _ ت ) ونكتب ( ١ _ ٢ _ ٣)
كل مراحل أعمارنا نقشناها على جدران
0
منزلنا ورسمنا عروسه >|< قطار 🚆
/\
عربية كلها حروف وارقام ورسومات هي أسعد أيام عمرنا عمر البراءة والمحبة وكل شيء كان حولنا جميل وممتع
أصوات عالية صرخات بكاء 😩
ضحكات تزلزل الوجدان تهتز لها أركان المكان شاهدة علينا
ذهبت كما ذهب كل شيء وما بقي سوى أطلال صاخطة شاحبة باكية على من كانوا يزينون الحياة بألوان البهجة والسعادة
تنعينا وتودعنا وهي تعلم بأنها صارت ركام وذكريات
نحن إليها وتحن إلينا كلما زرناها شممنا عبق أريجها رائحة تملاء رئتانا طمأنينة وسلام راحة نفسية وكأننا لم نتركها يوما
كانت تذكرنا الجدران بصوت ضحكاتنا وبأصوات من كانوا معنا .
تغيروا وتغيرت الحياة ، أصبحت قاسية ، موجعة ، مؤلمة ،
وأصبحت أورجوحتي كما جدرات منزلنا
أطلال صدأة متهالكة ليس فيها حياة
#بقلم_حنان_محمدعبدالعزيز