قيس وليلى
من المؤكد أنه وبعد فوز المرشح الرئاسي “قيس سعيد” والمدعوم من جماعات الإسلام السياسي و الذى يتبنى
خطابا شعبويا أردوغانيا ويدعمه حزب النهضة التونسي برئاسة تونس ، ستصبح تونس مرتعا ًخصبا لجماعات العنف السياسي
ومعبرا لجماعات داعش الإرهابية ومصدرا اساسيا لتصدير العنف والفوضى والإرهاب لدول شمال إفريقيا وخاصة ليبيا ومصر والجزائر .
وبالقراءة المتأنية للمشهد التونسي بعد إعلان نتائج الإنتخابات الرئاسية والتى أعلنت فوز مرشح التيار الثورى والمدعوم
سرا من حركة النهضة ، فتونس على أعتاب التحول الى أفغانستان جديدة فى جنوب المتوسط وملجأ وملاذا للعناصر المتطرفة
الهاربة من بلدانها والمطلوبة فى قضايا الارهاب والعنف ببلدان الربيع العربي
وبوجود قيس سعيد وحلفائه من حزب النهضة فى صدارة المشهد السياسي التونسي ستتحول منطقة الشرق الاوسط
عامة وشمال افريقيا خاصة الى مناطق التهاب طائفي و عنف وتطرف يصعب السيطرة عليها ، وستضرب المنطقة موجة من الفوضى
والعنف تشبه فى قوتها تلك الفترة التى اعقبت هزيمة الإتحاد السوفيتى وخروجه من افغانستان
وستقوم القوى المتربصة ببلدان مايسمى بالربيع العربي باستغلال تونس لتكون أرض العبور الى العمق العربي وزعزعة استقرار
المنطقة ولتكون مرتعا للاستخبارات الأجنبية دون حسيب ولارقيب .
وفي ظل إنعدام الوعى المجتمعي وعمليات التمويه والشعارات البراقة وإلهائه بلعبة تشكيل الوعي” ، فلا يمكن متابعة عودة الدواعش
بهذه الطريقة وهذا العدد الكبير من مناطق الصراع مثل سوريا والعراق واليمن لتجنيدهم من جديد وإعادة توزيعهم فى بلدان
مايُسمى بالربيع العربي لزعزعة إستقرارها وإسقاط مؤسساتها بدعوى التغيير تارة وتحرير المقدسات تارة أخرى
واللعب بعواطف الشعوب ودغدغة مشاعر البسطاء بالشعارات الدينية .
وقد بدأت فلول وعناصر داعش بالعودة الى ليبيا عبر مطار معيتيقة و ميناء مصراطة بعد فوز قيس سعيد برئاسة تونس
، وبدعم من تنظيم الحمدين والمخابرات التركية التى هاجمت شمال سوريا وحررت الدواعش من السجون السورية تحت ستار
حماية الأمن القومي التركي ، لذلك نحن اليوم نعيش الفصل الثانى من فوضى الربيع العربي الذي سيأكل الأخضر واليابس
وما تبقى من رمق الشعوب العربية التى أنهكتها سياسة الفوضى والإستعمار الفكرى
وتزييف الواقع ليتماشى مع دعاوى التخريب والقتل والدمار تحت ستار ودعاوى الديمقراطية والحرية .
فالعلاقة بين المرشح التونسي وجماعات العنف السياسي أشبه بعلاقة قيس وليلى الغرامية والتى أنتهت بمأساة عكس
ما تصورها شاشات السينما العالمية ، وهو مايعيد مشهد الجماعةفى مصر قبيل الإطاحة بحكم جماعةالإخوان وحلفائها من الحكم .