السم في العسل
أصبحت الألعاب الإلكترونية مرض ذلك العصر خاصة عند الأطفال والمراهقين الذين يمضون أوقتا طويلة معها، وكأنها شيء مجدي للغاية .
تلك الألعاب تشكل كارثة كبري فهي تسرق الكثير من الوقت فينصرف الطفل بسببها عن الطعام، وعن المذاكرة ،وعن ممارسة الرياضة
كما أنها سبب رئيسي في إنعزاله عن الأسرة وكأنه في كوكب أخر ، فتلك الألعاب كالإدمان فالطفل مدمن الألعاب الإلكترونية
لديه إستعداد أن يقضي طوال يومه معها مما يؤثر عليه بالسلب فالألعاب الإلكترونية ترهق العين كما تؤدي الي آلام مفاصل الرقبة
،أو مفاصل اليد ،أو مفاصل الرسغ ،وأحيانا تؤدي لعب هذه الألعاب الي نقص فيتامين د
نظرا لعدم تعرض الاعب لأشعة الشمس لفترات طويلة مما يؤدي الي ضعف العظام وإنثناء العمود الفقري .
أكدت الكثير من الدراسات
أن تلك الألعاب تؤدي الي مشاكل نفسية لدي الطفل كما أنها تؤدي إلي العنف، فالطفل يقتبس سلوكيات خاطئة كثيرة من تلك الألعاب
علي عكس السلوكيات التي تربي عليها فنجده يتشاجر كثيرا مع زملائه وأصحابه في المدرسة ويأخذ منهم موقفا عدائيا
، ووضحت أيضا تلك الدراسات أن الألعاب الإلكترونية سبب في تدني المستوي الدراسي لدي الأطفال والمراهقين لأنها تصرفهم كثيرا عن المذاكرة.
من أمثلة الألعاب الخطيرة لعبة الحوت الأزرق التي تسببت للأسف في حالات إنتحار كثيرة علي مستوي العالم
، فدس مثل تلك الألعاب كدس السم في العسل وذلك لتدمير أكبر عدد من الأطفال والشباب
وتلك العملية أشبه بالحرب ولكن الفرق في أنها حرب إلكترونية متخفية في زي ألعاب .
بالإضافة الي ذلك فأن تلك الألعاب تجعل الأطفال يتعرفون علي أشخاص غرباء من داخل الدولة و خارجها كما في لعبة
بابجي تلك اللعبة المنتشرة في معظم دول العالم تقريبا مما يجعل أطفالنا يكتسبوا سلوكيات خاطئة من هؤلاء الأشخاص الذين
لا يعرفوهم جيدا وبذلك تنتقل الي أطفالنا عادات منافية للعادات التي تربوا عليها مما يجعل سلوكهم ينحرف سواء الأخلاقي
أو الديني فيرددو بعض العبارات والألفاظ الوقحة ومن الممكن أن يتجه بعضهم إلي مشاهدة الأفلام الجنسية، و يميل البعض الأخر الي الجريمة والعنف .
الحل الوحيد في تلك القضية هو مراقبة الآباء لأبنائهم وتوعيتهم لهم فالطفل أو المراهق يلجأ لتلك الألعاب لأنه يفتقد لإحتواء
أهلة فيضطر أن يذهب الي شيء يسليه ويلازمه طوال وقته، لذلك فيجب علي الآباء أن يرافقوا أولادهم وأن يقيموا الألعاب
التي يلعبوها وأن يشاركوهم أوقاتهم ويحثوهم علي ممارسة الرياضة ولعب الكرة والتنزه مع الأصدقاء
فكل تلك الأشياء حقيقية وليست سراب كالألعاب الإلكترونية التي لا تمس الواقع بأي صلة.
ربما يجد الآباء صعوبة في إبعاد أبنائهم عن بعض الألعاب الكترونية لكن الأمر يجب أن يكون تدريجيا فإبعاد الطفل
عن تلك الألعاب نهائيا بسرعة شيء غير جيد وذلك حتي لا يتخذ الطفل موقفا عدائيا من أهله فيجب أن يكون الإبعاد بالإقناع
، ووزارة التربية والتعليم أيضا لها دور مهم في تلك القضية فيجب عليها توعية الطلاب في المدارس بمخاطر الألعاب الإلكترونية وبمخاطر السوشيال ميديا.