ماذا بعد زعزعة الثقة وخلق بيئة مناسبة للفوضى؟!…
مقال بقلم د.محمد عبد العزيز
ماذا بعد زعزعة الثقة وخلق بيئة مناسبة للفوضى ، هل سنصبح دولة بلا مؤسسات يتقاتل أبنائها مثل بقية الدول من حولنا
، هل سنستطيع أن نكون لاجئين في دول مجاورة مثل ما فعلوا هم ، هل سيتحملنا غيرنا كما تحملناهم ، هل ستقوم للعرب
قائمة بعد ذلك ، ما هو مصير القضية الفلسطينية والقدس والمسجد الأقصى اذا سقط الجيش المصري في براثن اقتتال داخلي وثورة عمياء يحركها الإخوان والخونة والعملاء
وترفض وصول أي رجل عسكري للحكم ليبيعوا الوطن علانية لليهود والأمريكان ، إذا كانت إثيوبيا إستطاعت بناء سد النهضة
في أيام ثورة ٢٥ يناير لإنشغال النظام بما يحدث وضعف الدولة حينها فماذا سيحدث إذا ضعفت الدولة بشكل أكبر وإنهارت
المؤسسات الأمنية والعسكرية والاستخباراتية في وقت أصبح هناك من يستهدفنا في الداخل والخارج بكل الوسائل التقليدية والحديثة
، إن الوعي يتطلب الصمت أحيانا وتغافل الأكاذيب والشائعات فضلا عن العمل والصبر في كل الأوقات ، لكن طبيعة المصريين
المُحبة للأخذ والرد والتندر على كل شيء وأي شيء وفي ظل وسائل التواصل الإجتماعي أصبح تجاهل الإشاعات مستحيلا
وتجنب الأكاذيب مستحيلا وأصبح المواطن المصري البسيط الذي يتم التغرير به من قبل أعداء الوطن أصبح يشعر بالعجز
تجاه قدرته على تحمل إرتفاع الأسعار ، الشعب يؤيد السيد الرئيس والمؤسسة العسكرية لكن الوتر الذي يلعب عليه أعداء الوطن
في إستمالة الشعب ضد السيد الرئيس من خلال معاناة الشعب من إرتفاع الأسعار ومن هنا تبدأ محاولات زعزعة الثقة حول مصداقية ونزاهة المؤسسة
العسكرية وشخص السيد الرئيس ، الأمر مكشوف لمن يتابع بعمق ويقدر على تحمل الأعباء الخاصة بالاصلاح الاقتصادي
لكن رب الأسرة متواضع الدخل والتعليم قد يؤثر عليه طول فترة تحمل أعباء الإصلاح الاقتصادي وأصبح الكثير من العامة
يتذكر وقت أن كان سعر كيلو اللحم بـ 70 جنيها وكيلة السكر بـ 3 جنيهات ، هناك دلائل تؤكد على تورط بعض عناصر نظام ما قبل 25 يناير
في التحالف مع الإخوان للعودة للمربع صفر ، حيث كان رجال أعمال ذلك العهد يقوموا بتنفيذ المشاريع كافة وكان الإخوان
في ذلك العهد جماعة محظورة لكنهم يمارسوا الحياة السياسية بمنتهى الأمان واليسر وإستطاعوا الوصول لعدد 85 عضوا في مجلس شعب 2004
، أخشى ما أخشاه أن تكون معاناة الشعب الاقتصادية سببا في حماقة تؤدي للعودة لنظام ما قبل 25 يناير بل لما هو أسوأ
، أخشى أن النقي طاهر اليد المستعد للموت من أجل وطنه مثل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يعد له مكان في هذا الزمان
حتى أصبح يزايد عليه ويتحالف ضده الجميع ، هناك رغبة عند الإخوان في الانتقام من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي
بشكل شخصي وهناك رغبة عند رموز نظام ما قبل ٢٥ يناير للتأكيد على أن النظام الحالي فاسد أكثر من نظام ما قبل ٢٥ يناير للثأر
لنظامهم من كونه موصوفا بالفساد ، لقد تحالف الجميع ضد شخص الرئيس عبد الفتاح السيسي رغم نزاهته ووطنيته
وضد المؤسسة العسكرية رغم نزاهتها وطنيتها ، لقد أُصبت بحالة إحباط من إستماع ومشاهدة كثير من المصريين لقنوات الخيانة
وفيديوهات العملاء وترديد الكلام ذاته من باب التندر والنكتة وهذا لا يجوز ، وأود فقط أن أطرح النقاط الأساسية التي تتراكم
الآن وفي وقت واحد بعد زيارات رئاسية ناجحة للسيد الرئيس في فرنسا واليابان والكويت وتحسن حقيقي لمؤشرات الاقتصاد
لماذا تراكمت المشاكل كلها في وقت واحد والرئيس بنفسه قال لا يوجد إنجاز واحد يتحقق على أرض الواقع ويصبح ملموس
إلا ويتخذ أعداء الوطن إجراء معين سواء إرهابي أو عمل إستعراض إعلامي لزعزعة الثقة والأمن بهدف تصوير الدولة المصرية
دولة ضعيفة وهشة ، ويؤرقني في إندهاش كمية الملفات الملغومة التي طرحت دفعة واحدة وفي وقت واحد أمام المسئولين الآن مثل :-
. ملف سد النهضة وتعثر المفاوضات والموضوع بداية التورط الحقيقي فيه منذ أيام وصول الإخوان للحكم ولولا غياب قوة الدولة
في ٢٥ يناير لما إستطاعت إثيوبيا بناء حجرا واحدا في هذا السد .
. موضوع مملكة الجبل الأصفر المزعومة .
. موضوع تراجع مؤشرات البورصة وإنتشار إشاعة إحتمال إرتفاع سعر
صرف الدولار مع تزايد إشاعات أخرى كثيرة تبدو منطقية للوهلة الأولى
وكلها تدعم بعضها البعض بهدف الإضرار بالاقتصاد المصري وللأسف يتم ترديدها دون وعي .
. موضوع صفقة القرن المزعومة .
. موضوع وجود شباب معارض محتجزين بالسجون
. موضوع أولويات الدولة
هل هي في مشروعات التنمية والقصور الرئاسية والمدن الجديدة أم في ملفات أخرى مثل الصحة والتعليم والجميع
يدلو بدلوه عن جهل غالبا رغم أن الدولة لم تغفل عن ملفي الصحة والتعليم ، والتطوير على قدم وساق في التعليم والصحة
إلى جانب التنمية وبناء القصور والمدن الجديدة التي يتم بنائها باسم مصر
ولاجل مصر وليست بأسماء اشخاص ولن يرثها
أشخاص مع العلم أن التوسع العمراني ليس رفاهية كما يدعي البعض ،
كل هذا ولا يوجد من يدافع عن الرئيس ولا عن مؤسسات الدولة
، بينما يتناسى البعض وجود ميليشيات إستهدفت من تظاهروا أمام قصر الاتحادية
أثناء حكم الإخوان ومازالت تلك الميليشيات
وأعوانها تستهدف الجنود والضباط في سيناء وتستهدف الإضرار باقتصاد الوطن بغية أن يتخلصوا من أي دور
وطني واقتصادي للسيد الرئيس في استعادة قوة ومكانة الدولة وبغية التخلص من أي دور للمؤسسة العسكرية في الحفاظ
على وحدة وسلامة الأرض والشعب ، أن تصريحات قادة التنظيم الدولي لتلك الجماعة تؤكد على حقد دفين تجاه المؤسسة
العسكرية المصرية وحقد دفين تجاه شخص الرئيس عبد الفتاح السيسي ، أرجو أن يفيق الشعب ولا يساق وراء ترهات فارغة
ولا يقسو على من جاء ليصنع الفارق الإيجابي بحق بعد أن تعقدت وتشابكت وتراجعت كل الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية
، هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟! ، شعب مصر طيب لكنه ذكي لا يُغرر به ولن يهدر فرصة تثمين دور مؤسسته العسكرية
ولن يهدر فرصة تثمين دور السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في حماية وتنمية البلاد في وقت تكالبت فيه التحديات والصعاب
والأعداء على مقدرات الوطن ، أقول للباحثين عن الإنقلاب على المؤسسة العسكرية وعلى شخص الرئيس أيا كان فكرهم وإنتمائهم
أقول لهم قول الله عز وجل عن المعاندين الذين رفضوا كلمة الإيمان بالله وكان خوف الرسول
عليهم شديدا حتى يؤمنوا ويكونوا من أهل الجنة لكنهم لم يؤمنوا ، قال تعالى :
﴿ أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ
ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُون﴾
الآية ٨ سورة فاطر .
، في الختام أود أن أقول بعد ما رأيته من البشر أدعياء الوطنية وأدعياء الدين وأدعياء البطولة أدركت أن البعض يُبصر ما لا يمكن
لغيره أن يُبصره وتلك حكمة آلهية وسنة كونية في إختلاف وجهات
نظر البشر تجاه ذات الأمر لكني أدعوا الله عز وجل أن يحفظ مصر من شرور أهلها وشرور أعدائها .