كتب/ايمن بحر
اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخبير الامني عرضت السعودية اليوم على وفد من الصحفيين والمراسلين حجم الخسائر
التى تسببت فيها الهجمات الحوثية على أكبر منصاتها النفطية، فيما هددت إيران برد عنيف على أى محاولة لإستهدافها، فى الوقت الذى عرض فيه الحوثيون هدنة مشروطة.
نظمت السعودية جولة لوسائل الإعلام الجمعة 20 سبتمبر/أيلول لتفقد منشأتى نفط تعرضتا لهجمات القت واشنطن والرياض باللوم فيها على إيران، حيث ظهرت أنابيب منصهرة ومعدات محترقة.
وتنفى إيران ضلوعها فى الهجوم، فيما أعلنت حركة الحوثى اليمنية المسئولية، ويقاتل الحوثيون المتحالفون مع إيران قوات حكومة عبد ربه منصور هادى المدعومة من السعودية فى الصراع الدائر منذ أربع سنوات فى اليمن.
وفى بقيق، وهي أحد أكبر معامل معالجة النفط فى العالم، شاهد مراسلون برجاً للتثبيت متفحماً ومتشققاً، وقال خالد البريك
نائب الرئيس لأعمال الزيت فى منطقة الأعمال الجنوبية لدى أرامكو السعودية إن الهجوم على بقيق الحق أضراراً بخمسة عشر برجاً ومنشأة،
لكن الموقع سيعود لقدرته الإنتاجية الكاملة بنهاية سبتمبر/أيلول.
وفى منشأة خريص الى الغرب، التى تقول وزارة الدفاع السعودية إنها أصيبت بأربعة صواريخ، شاهد مراسلون أعمال إصلاح جارية ورافعات أقيمت حول عمودى تثبيت محترقين،
يشكلان جزءًا من وحدات لفصل الغاز عن النفط، وأنابيب منصهرة.
وقال فهد عبد الكريم المدير العام لمنطقة الأعمال الجنوبية للنفط لدى شركة أرامكو للصحفيين خلال الجولة “نحن على ثقة من أننا سنعود الى الإنتاج الكامل قبل الهجوم (على خريص) بحلول نهاية سبتمبر”.
وتعتبر المملكة هجمات 14 سبتمبر/أيلول على منشأتى خريص وبقيق، إختباراً للإرادة العالمية للحفاظ على النظام الدولى.
وزير الدولة السعودى للشئون الخارجية عادل الجبير قال فى تصريحات إن الهجمات “إمتداد لسياسات إيران التخريبية والعدوانية
، وعلى المجتمع الدولى أن يتحمل مسئولياته ويتخذ موقفاً صارماً تجاه سلوكيات إيران الإجرامية”.
لكن إيران حذرت الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من الانجرار الى حرب شاملة
فى الشرق الأوسط وقالت إنها ستقابل أى عمل عدائى برد ساحق.
وقال وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو إن ترامب، الذى أمر بفرض مزيد من العقوبات على إيران، يريد حلاً سلمياً للأزمة.
لكن وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف شكك فى تصريحات بومبيو،
وتابع موضحاً: “يبدو أن السعودية وحليفتها الإمارات ترغبان في “قتال إيران حتى آخر أمريكى”.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية عن يحيى رحيم صفوى مستشار الزعيم الأعلى الإيرانى قوله: “إذا فكر الأمريكيون
فى أى مؤامرات فسترد الأمة الإيرانية من البحر المتوسط الى البحر الأحمر والمحيط الهندى”.
بدوره، حذر الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله السعودية من الرهان على حرب ضد إيران قائلاً إن
“الجمهورية الإسلامية ستدمر المملكة”، وحث الرياض والإمارات على وقف الحرب فى اليمن بدلاً من شراء المزيد من وسائل الدفاع الجوى.
من جانبها، عرضت جماعة أنصار الله الحوثية وقف إستهداف الأراضى السعودية بالصواريخ والطائرات المسيرة،
وقالت إنها تنتظر إعلاناً مماثلاً ممن يستهدفون اليمن، مطالبة بالإنتقال مباشرةً
الى مفاوضات جادة تفضى الى الحل السياسى الشامل فى ظل وقف تام لإطلاق النار.
وقال مهدى المشاط، رئيس ما يسمى بالمجلس السياسى الأعلى لجماعة
أنصار الله الحوثية، فى خطاب مسجل، بثته قناة المسيرة الفضائية الناطقة بإسم الحوثيين:”
نأمل من الرياض أن ترد على هذه المبادرة بأحسن منها، وإن لم تستجب السعودية
للمبادرة واستأنفت القصف فسيكون من حقنا الرد عليها،
وننتظر إعلاناً مماثلاً بوقف كل أشكال الإستهداف الجوى لأراضينا”.
وتسبب الهجوم على السعودية – وهى أسوأ هجمات تستهدف البنية التحتية للنفط فى الخليج منذ أضرم الرئيس العراقى
الراحل صدام حسين النار في حقول نفطية كويتية عام 1991- فى
إنخفاض إنتاج أكبر مُصدر للنفط فى العالم بواقع النصف حيث توقف 5.7
مليون برميل يومياً من الإنتاج، من بينها 4.5 مليون برميل يومياً فى بقيق والباقى من خريص.