كتب /أيمن بحر
بولتون المعروف بأنه مدافع قوى عن النفوذ الأمريكى ومؤيد لإرساء هذا النفوذ فى الخارج، لم يتراجع قط عن مواقف
، تطرح وجهة نظر بولتون فى هذا الملف تساؤلات، فبعد إنضمامه لفريق ترامب، عقد الرئيس الأمريكى قمتين مع الزعيم
الكورى الشمالى كيم جونغ أون فى مايو/ أيار المقبل، فى تحول مُهم ومستمر فى مسار العلاقات بين الدولتين؛
ففى 2017، كان الجانبان يتبادلان التهديدات، وكان ترامب يصف كيم بـ “رجل الصواريخ الصغير”، وفى المقابل كان كيم
يصف ترامب بـ “الخَرِف المختل”، وقد أعرب بولتون عن إعتقاده بأن كوريا الشمالية وبرنامجها النووى يشكلان
“تهديداً وشيكاً” للولايات المتحدة، مستبعداً وجهات نظر مفادها أنه مازال هناك وقت للعمل الدبلوماسى، وفى مقال
بصحيفة “وول ستريت جورنال” فى فبراير/ شباط، قال بولتون “بالنظر الى الفجوات فى المعلومات الإستخباراتية
الأمريكية بشأن كوريا الشمالية، لا يجب الإنتظار حتى الدقيقة الأخيرة”،وأضاف “إنه أمر مشروع للولايات المتحدة
أن تبادر بالهجوم رداً على تهديد السلاح النووى من قبل كوريا الشمالية”، فقد إنتقد بولتون إدارة الرئيس السابق باراك
أوباما لموافقتها على الإتفاق النووى مع إيران فى عام 2015، وقد كتب فى العام الماضى يقول إن نص الإتفاقية “
خلق ثغرات كبيرة، وإيران تطور الآن صواريخها وبرنامجها النووى من خلال تلك الثغرات”، وفى مارس/ آذار 2015،
قبل الموافقة على الإتفاق، كتب فى صحيفة “نيويورك تايمز”، قائلاً إن “الحل العسكرى هو الوحيد لهذه المشكلة، والوقت
المتاح محدود ولكن مازالت هناك فرصة لنجاح هجوم، ومثل هذا الإجراء يجب أن يواكبه دعم أمريكى قوى للمعارضة
الإيرانية بهدف تغيير النظام فى طهران”، فى خطاب بعام 1994، قال بولتون إنه “لا وجود لشئ إسمه الأمم المتحدة
، بل هناك مجتمع دولى قد تقوده أحيانا القوة الحقيقية الوحيدة المتبقية فى العالم وهى الولايات المتحدة، عندما يتوافق
ذلك مع مصالحنا”، وصف بولتون التدخل الروسى فى الإنتخابات الأمريكية فى عام 2016 ب
أنه “عمل من أعمال الحرب تجاه واشنطن لا يجب أن تتسامح إزاءه”.
دونالد ترامب يقيل مستشار الأمن القومى الأمريكى جون بولتون، من الخلافات بين بولتون وترامب زيارة وفد طالبان لواشنطن.
أقال الرئيس الأمريكة دونالد ترامب مستشار الأمن القومى جون بولتون ، وكتب ترامب أنه أبلغ بولتون بالإستغناء عن
خدماته فى البيت الأبيض، وأضاف “كانت بيننا خلافات شديدة حول الكثير من مقترحاته”، وقال إنه سيعين خلفا له الأسبوع المقبل.
وجاء هذا التطور وسط تقارير حول خلافات فى إدارة ترامب حول الغاء خطة سلام بدعوة ممثلين عن حركة طالبان الى
الولايات المتحدة، وكان بولتون الذى أصبح مستشاراً للأمن القومى عام 2018، ثالث شخص
يشغل المنصب منذ تولى ترامب الرئاسة، بعد مايكل فلين و إتش أر ماكماستر.
وقالت المتحدثة بإسم البيت الأبيض ستيفانى غريشام للصحفيين “لم تنل الكثير من سياساته إعجاب الرئيس، كانت بينهما خلافات.
وفى رده قال بولتون عبر موقع “تويتر” إنه عرض إستقالته ليلة الإثنين.
ووفقاً لبرنامج البيت الأبيض، كان من المقرر أن يلقى بولتون بياناً رفقة وزير الخارجية
مايك بومبيو ووزير الخزانة ستيفن منوتشن قبل ساعتين من إعلان ترامب إقالته.
وقالت مصادر إن مجلس الأمن القومى أصبح سلطة مستقلة فى البيت الأبيض فى فترة ترؤس بولتون له.
وصرح مسئول
رفيع المستوى فى إدارة ترامب طلب عدم الكشف عن اسمه لبى بى سى أن “بولتون كان يعمل بشكل منفصل عن بقية البيت الأبيض
“، وقال مسئول في البيت الأبيض لقناة سى بى إس نيوز الأمريكية “لدى بولتون أولوياته، ولم يسأل الرئيس عن أولوياته
“، وكان بولتون قد عارض محادثات السلام مع حركة طالبان، التى تخلى عنها الرئيس فى نهاية الأسبوع بعد أن كان وجه
دعوة لممثلين عن الحركة لزيارة واشنطن.
وقد أثارت دعوة ترامب لطالبان الإنتقادات بسبب توقيتها قريباً
من الذكرى السنوية لهجمات الحادى عشر من سبتمبر 2001 التى شنها تنظيم القاعدة الذى كانت طالبان تستضيفه
فى أفغانستان، وكان ترامب قد أعلن أن المحادثات مع طالبان الغيت بسبب هجوم لطالبان أدى لمقتل عسكرى أمريكى و11 آخرين.
وذكرت مجلة “فورين بوليسى” أن بولتون قال إن دعوة مجموعة تعتبرها واشنطن منظمة إرهابية سيكون
سابقة فظيعة، وخلق هذا شقاقاً بين بولتون ووزير الخارجية الذى ظهر فى
خمسة برامج إخبارية للدفاع عن سعى ترامب للقاء وفد طالبان.