كتب – محمود الهندي
تحت رعاية الدكتور إيناس عبد الدايم، وزير الثقافة، وإشراف قطاع شؤون الإنتاج الثقافى، برئاسة المخرج خالد جلال
، أقام المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية برئاسة الفنان ياسر صادق، بالتعاون مع مؤسسة النيل
للدراسات الأفريقية والإستراتيجية برئاسة محمد عز الدين حسن، الملتقى الثالث من برنامج ” اعرف أهلك” للتعريف بثقافة
دولة رواندا الشقيقة، وذلك أمس الأربعاء بمكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك .
بحضور نخبة من الضيوف الذين كانوا شهودا على المرحلة الانتقالية التى مرت بها رواندا نحو التنمية الأفريقية
، والخروج من الظلام إلى نور التنمية والتطور، بالرغم من الصراع القبلى العنصرى المرير التى مرت به هذه البلد الشقيق،
وقد أدار اللقاء الدكتور محمد أمين عبد الصمد مدير إدارة التراث الشعبى بالمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، تحت إشراف ياسر عثمان مدير عام المكتبة .
أشاد السفير الشيخ صالح هابيمانا، سفير رواندا بالقاهرة، بجهود الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية،
لإستعادة مصر مكانتها فى القارة الأفريقية، وقال إنه أعاد الرأس إلى الجسد مرة أخرى، الأمر الذى يعد عودة الحياة في الكيان
الأفريقي، فمصر لديها تاريخ فى دعم الحركات التحررية والدول الأفريقية المجاورة .
وعن تجاربه فى مجال المشروعات الهندسية برواندا عامى ٢٠١٤ و ٢٠١٥، تحدث المهندس طارق النبراوى، النقيب الأسبق
لنقابة المهندسين، وأشاد بحجم الشفافية التى تتمتع بها رواندا من حيث تطبيق القانون، فهى تعد ثالث دولة فى العالم من
حيث الشفافية والقضاء على الفساد، مما أطلق عليها “سنغافورة أفريقيا”، مؤكدا أن تجربتها الرائدة فى القضاء
على الفساد والصراع وطريقة تعاملها معها إنسانيا هو نموذج فريد .
من جانبه تحدث محمد عز الدين، رئيس مؤسسة النيل للدراسات الأفريقية والإستراتيجية، عن تجربة رواندا الرائدة والشعب
الرواندي، وفخره بوجود مثل هذه الدولة فى القارة السمراء، وكيف تمكنت من إبدال مشاعر الكره والإنتقام والقتال لأجل
العرق، بالاتحاد والتعاون الحب والدفع إلى عجلة التنمية، ووقف الصراع القبلى الذى نتج عنه موت مليون شخص
فى أقل من ١٠٠ يوم عام ١٩٩٤ بحروب بين قبائل التوتسي والهوتو، كما تحدث عن تجاربها المميزة فى التنمية البشرية والإستفادة من ثرواتها الطبيعة وقوة تطبيق القانون فيها.
وعن تجربته كشاهد عيان عندما تم انتدابه عام ٢٠٠٤ للعمل فى المحكمة الجنائية الدولية بدولة رواندا، قال المستشار أيمن فؤاد،
إنه ظن أن هذه البلد لن يصبح لها مستقبل وأن تاريخها سوف يطمس إلى الأبد ولكنه فوجئ بآلية لجان المصالحة
التى ساعدها الشعب الرواندي نفسه، وأن النموذج الرواندى فى القضاء على فكرة مايسمى بالإنتقام والثأر من خلال محاكمات
عادلة ولجان المصالحة، يجب أن يوضع فى نظريات القانون الدولي، ويدرس ويطبق فى المناهج الدراسية لطلبة القانون الدولى، واصفا أياه بأنه ” تطور دون تهور “.
وأقيم ضمن برنامج اللقاء معرض لمجموعة مختارة من الكتب من أهم إصدارات المركز القومى للمسرح والموسيقى
والفنون الشعبية، واختتم اللقاء بتكريم الشيخ صالح هابيمانا، من مؤسسة النيل للدراسات الأفريقية والإستراتيجية
، وصالون تحيا مصر، كما كرمه المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية .