بقلم /أيمن بحر
من خلال متابعتي للصحف والقنوات الإعلامية الروسية وخاصة قناة RTالروسية الناطقة بالعربية
،كنت أسمع..أخبار سورية من خلالها، وروسيا لها دور نصيب الأسد فيما يجري في سورية ومصالحها ،كنت أسمع أسمع
المذيع او المذيعة..يذكرون دمشق بالعاصمة..وحماه بالمحافظة..وكذلك اللاذقية وطرطوس وماطرق السمع وتوقف عنده
هو ذكر إدلب بمصطلح”مقاطعة” نعم ولم يحيدوا يوما عن ذكرها إلا بهذا المصطلح حتى الرئيس الروسي بوتين ووزرائه لافروف وشويغو وغيرهم من الساسة الروس…
هذا مادعاني للتفكير مليا فكلمة مقاطعة إذا مارددنا أصلها للعربية..فهي فعل ثلاثي..قطع..بعد حذف أحرف الزيادة.
.واقتطع.ويقتطع..قطعة..وقطعات واقتطاعا مقتطع..مقاطعة أو مقاطعات..
يقودني هذا إلى..وجود النقاط التركية في محيط مايسميه الروس مقاطعة ادلب..وبالتالي إلى تصريحات الرئيس التركي
..الذي يتقن اللعب جيدا وبمهارة..لدرجة أنه ابدع في مسرحية الانقلاب الشهيرة والتي هو من وضعه ومن انقلب بالتآمر
مع جماعة معلمه الحبيب فتح الله غولن..وعداوة أردوغان المزعومة لمعلمه ومطالبة الولايات المتحدة به لمحاكمته في تركيا..
وينتقل هذا الدور الآن بتأسيس وتخطيط من أردوغان بفكر إخواني،ينتقل إلى أحمد داوود أوغلو..الذي يعلو صوته مؤخرا
منتقدا أردوغان..وماهي إلا لعبة ومسرحية متفق عليها بين المعلم غولن وتلامذته من حزب العدالة والتنمية والهدف.
.الوصول بتركية عام ٢٠٢٣ دولة قوية عصرية ذات نهج ودستور إسلامي وبالتالي عودة تركية إلى زعامة العالم الإسلامي في
ظل تهلهل القيادات العربية وضعف بلدانها وتبعيتها للولايات المتحدة وعدم نهجها منهجا يخدم قضايا الإسلام والمسلمين.
.بل على العكس تماما تعمل وخاصة السعودية والإمارات على شيطنة الإسلام والمسلمين وتحريض الغرب
على محاربة تركية وايران..عبر محاصرة أمريكا للغرب بمحاصرة إيران بعقوبات إقتصادية وسحبهما أموالهما والعمل
ضد تركيا وسياسات أردوغان والتي لم يفلح تضييقهم مع أردوغان لتماهي السياسة وتقاطع مصالحها مع روسيا وأمريكا والغرب.
.نعم فوجود تركيا في قلب منطقة الشرق الأوسط والعالم وتحالفاتها مع الناتو وتحالفها مع روسيا وتحالفها
الأخير مع ماليزيا بالإضافة إلى عمق استراتيجي في دول الاتحاد السوفيتي السابق..التي يعود أصل شعوبها إلى العنصر
التركي وتتحدث التركية..وتناصر وتوالي تركية في سياستها وإن لم يبدو ذلك واضحا..بالإضافة إلى تماهي عداوة
الأتراك للأكراد الذين لم يفهموا ولن يفهموا أبدا..أن اسرائيل وإن أبدت تأييدها لهم لغايات أثارت حنق تركيا ولكن
التيار الصهيوني المسيحي ومعظم التيارات اليمينية الغربية بالإضافة إلى سورية والعراق وإيران..يرفضون رفضا قاطعا
حازما قيام دولة كردية في المنطقة ويكاد حلمهم أي دولتهم الكردية قيامها مستحيلا..ويعرف الأكراد..أين صورة
صلاح الدين الأيوبي وأين يطأها بأقدامهم المارون والعابرون في أهم كيان..ديني عالمي..
كل هذا يعيدنا إلى انتظار وترقب عام ٢٠٢٣ فإذا ماظلت القيادة التركية والسياسة التركية..بهذه القوة التصاعدية
بحلفها مع روسية وتحالفها مع أمريكا والغرب بكونها أهم دولة فاعلة في حلف الناتو بعديد جيشها وعتاده..
ووجود قواعد عسكرية تركية يستخدمها الغرب..وهو بحاجة تركية كحليف له أفضل بكثير من معاداته بسبب قرب اوروبة
منه وكذلك الروس المحاطين بدول ولاؤهم للدولة التركية عميق جدا بسبب أصولهم..وتنامي قوة تركية في التصنيع
وخاصة الحربي ولعب دورها في كافة بقاع العالم وتدخلها بشكل فاعل..في ليبيا وفي قطر التي وسعت قاعدتها
فيها وزادت عديد جنودها..تدخلها في سورية الذي لم يكن يوما واحدا لمصلحة الشعب السوري أبدا..بل جعلت
من ما يسمى الجيش الحر والوطني وهيئةتحرير الشام عبارة عن بيادق وكباش تناطح التدخل الروسي الذي يعمل
بلا شك لمصالحه المعروفة أيضا في سورية وكذلك الوجود الأميريكي في الشمال الشرقي من سورية الجزيرة
السورية خزان الثروة النفطية والمائية ومحاصيل الحبوب..وإذا مادقق العاقل وحلل الأمور نجد أن جميع الدول
وقادتها تعمل لتقاسم المصلحة في سورية والإستيلاء على ثرواتها وتأمين أمنها بإقامة منطقة آمنة شمال شرق الفرات
في سورية بإشراف أمريكي تركي كما وجود قاعدة لتركية في بعشيقة في الموصل ورغم دعوة مجلس النواب العراقي
ورؤوساء وزرائه السابقون والحاليون إلى رحيل وخروج الأتراك من هذه القاعدة فتأمرهم أمريكا بالسكوت
وبان لا يذكروا هذا الموضوع أبدا..وعليه وكمحلل..لكل هذه الأمور..فإنه يحضر أمر ما لسورية والعراق..وأظن أنه التقسيم.
.ولكن بشكل رسمي..
فذكر كلمة مقاطعة ادلب…وليس محافظة
وتنصل تركية من كافة
التزاماتها من معاهدة لوزان عام ٢٠٢٣ سيرسم رؤية أخرى وسيرسم خرائط جديدة..فادلب وحلب..وحتى الموصل كانت
بالأعراف والقوانين الدولية ماقبل معاهدة سيفر ١٩٢٠و لوزان ١٩٢٣أراض تابعة للخلافةالعثمانية ومن ثم الدولة التركية
تحت مسمى ولاية الموصل…وهذه حقيقة..تسمية روسية لإدلب بالمقاطعة..وغيرها من المدن السورية بالمحافظة
رغم إعلان لافروف وغيره بأن ادلب ستعود إلى حضن الدولة السورية سواء بالسلم أو بالحرب فهل يكون الإنحلال من قيود والتزامات معاهدة لوزان هو بداية الطريق
لبسط تركية نفوذها وربما على كامل الشرق الأوسط المهلهل في ظل تناحر شعوبها..بسياسة إيرانية بزعمها أنها ستكون
لصالحها بينما في الحقيقة وخلف الكواليس يعمل الجميع لتقليم أظافرها باتفاق روسي تركي اسرائيلي وبعض
الأوروبيين ماعدا الفرنسيين فهل تعي إيران أن سياستها خاطئة وخاسرة كامبراطورية فارسية في ظل لعب
جيد وسياسة الدهاء التركية التي وضعت أقدامها وبكل ثقة في إعادة أمجاد الإمبراطورية العثمانية في ظل سند
الأتراك لايران حتى في عز اختلافها معها..وتناقض التصريحات الإيرانية واختلافها من ساساتها تعبر عن تخبط
وعدم ثقة حتى فيما بينهم بينما سياسة وتصريحات الدولة التركية وتحالفاتها مشت بعقل وبطء من غير ضجيج
ولا تهديد ولا إعلام ولا إعلان عن مثلا عن احتلال سورية الشمالية وطرابلس في ليبيا ونفوذها المتعاظم في مصر
وتعاظم دور الاستخبارات التركية في الشرق الأوسط بينما النواب والساسة الإيرانيون صدعوا رأس العالم والبشرية
بأنهم محتلين لأربعة عواصم عربية..هي دمشق وصنعاء وبيروت وبغداد ولم تعط الثقة الكاملة للخليجيين وهم جيرانها بسياسة
الإستعلاء بدءا من عدم قبولها تسمية الخليج العربي إلا بالفارسي وادعائها أن البحرين والضفة المقابلة للخليج العربي هي
أراض فارسية بدون وجود قوانين ومعاهدة تقر ذلك كمعاهدة لوزان وبينما الأتراك أحسنوا جوار إيران تماما وكانت
تركية تقريبا المنفذ الوحيد للتهرب من العقوبات التي فرضتها أمريكا والغرب على إيران بسبب أزمة ملفها النووي
ولم تكن تركية تميز بتعاملها مع ايران بأنها مختلفة معها بالمذهب بينما ايران اعتمدت في تعاملها مع الجيران
على تأجيج المذهبية وهذه سياسة شريرة لن يحصد البذارون منها إلا الشر والدم سيرتد بمحصوله وريعه على من بذرها.