كتب احمد المرصفاوي
أصبحت الكافيهات ممتلئه الان بصوره ملحوظه
وجميع روادها من الشباب واصبحنا مأزق كبير وخطير نقف اليوم
في مواجهته وجها لوجه، وبعض المآزق قد تكون ممكنة الحل، وبعضها تسهل معالجته، لكن ما نتحدث حوله
هنا هو مأزق متعدد الرؤوس، وكل رأس فيه يمثل عقبة كأداء ربما تستعصي تماما على الحل، أو أنها تحتاج الى جهود
مضاعفة للمعالجة، إننا هنا بصدد شريحة واسعة من المجتمع ، ونعني بها شريحة الشباب والمراهقين أيضا، وهم يدخلون
في متاهة (الفيس بوك)، مجردين من أسلحة الوعي والفكر الذي يشكل لهم
درعا واقيا ضد الدمار الأخلاقي، ويمنحهم الضوء اللازم لكشف دهاليز المتاهة المظلمة.
لقد تكشَّف جانب من المأزق، الذي أخذ بالتصاعد التدريجي نحو النتائج المؤلمة، وربما المدمرة،
كثير من شبابنا
رسم عالم خاص به في الفيس بوك وهرب من مشاكله الحقيقيه واذكر منها على سبيل المثال البطاله والذي ينتج
عنها مشكلات في كل بيت مصري الي جانب مشكلات اجتماعية أخلاقية خطيرة تخص حياة الشباب وطبيعة سلوكهم
والأفكار التي يتلقونها، وسبل تعاملهم مع بعضهم، وطبيعة علاقاتهم المتبادلة، حتى لغة التخاطب فيما بينهم
أخذت تنحرف نحو كلمات وجمل يشوبها الكثير من الغموض إن لم نقل التدمير الأخلاقي.
إلى جانب انتشار روح السخريه الهادمه من كل محاولة نجاح للاخرين تكفي المتابع المهتم جولة استطلاعية في خفايا
ودهاليز الفيس بوك، والجروبات الشبابية، وغرف الدردشة، وطبيعة الحوارات بين الشباب مع بعضهم، لكي تنكشف
للمتابع الى درجة من درجات من الحضيض التربوي الأخلاقي ينحدر هؤلاء الشباب والمراهقون، فمثلا هناك جمل وألفاظ
ما أنزل الله بها من سلطان، يتعاطاها الشباب والمراهقون فيما بينهم،
تدل دلالة لا تقبل الشك على أن شبابنا يعانون من مشكلة أخلاقية فكرية خطيرة تهشم حياتهم وتدمر مستقبلهم.
ولكن هل نحن نبالغ فيما ذهبنا إليه، وهل نعطي الأمر أكثر مما يستحق من اهتمام؟، للإجابة عمن يظن بأننا نبالغ، أتمنى
عليه أن يدخل بنفسه الى صفحات الشباب، ويكون أحدهم لكي يُسمح له بالدخول بينهم، ليكتشف لغتهم وكلماتهم
وأخلاقهم وتصريحاتهم وأهوائهم وأفكارهم وأحلامهم وطموحاتهم وتمنياتهم، ليكتشف بالنتيجة أنه أمام خراب شامل
(فكري أخلاقي ديني تربوي تعليمي) لشريحة من الشباب والمراهقين، وقد يطرح سؤال آخر
، كيف نعرف هذا الخراب، وما مدى قربه من الواقع، نجيب بما يلي:
إن من يدخل عالم هذه الشريحة في الفيس بوك، ويجوب جروباتهم الخاصة وغرف الدردشة، سوف يكتشف
أننا لم نأت بشيء من الفراغ، ولا نبالغ، إنما هي حقائق مدعومة بالشواهد الملموسة، حيث لغة الحوار السطحية
السوقية المستهجنة، ونبرة اليأس القاتلة، وموت الأمل في نفوسهم، وحالة من الانحطاط تطول أعدادا كبيرة منهم،
لا نرغب بالتعميم هنا ولكن هناك نسبة خطيرة من هذه الشريحة تقع تحت دقة التوصيف الذي طرحناه، فيما سبق،
والهدف بطبيعة الحال، تنبيه من يهمهم الأمر الى خطورة ما نحن عليه بهذا الشأن لذا
لابد فعلا من وقفة جادة من الجميع ومن الشباب أنفسهم للارتقاء بواقعهم للأفضل، وتفعيل دورهم ومعالجة
كل مكامن الخلل ومشاكلهم المختلفة حتى يتم فعلا الاتكال عليهم في بناء الغد والمستقبل بقدرة واقتدار.
فهل وصلت رسالتنا؟
نأمل ذلك.. فالأمل قد يتعثر لكنه لا يموت اطلاقا..
. البقيه تأتي في المقال التالى