كتب /محمد محسن السهيمي
اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي بين تركيا وإيران من جانب والمملكة العربية السعودية الجانب الآخر
ويمتد الى الصراع الدولى، إن ثلث الأسطول البحرى الأمريكى بالخليج، وتجاذبات داخل المياه الإقليمية بالخليج،
لذلك تفوق قوات التحالف جواً، والجنوب على الأرض بخمسين الف عنصر، إن التحالف قدم الى اليمن بفعل الحكومة
الشرعية باليمن بعد إحتلال قوات على عبدالله صالح والحوث إحتلال حضرموت، لذلك قوات الحوثى وحزب الإصلاح
تجد صعوبة بالغة لتهديد الأمن الخليجى، إن المتسبب فى إشعال نيران هذه الأزمة الخليجية التعاون الشيطانى
بين الحوث وإيران، محاولة لفهم التداعيات..ماذا تعنى سيطرة الإنفصاليين على عدن؟، من شأن سيطرة الإنفصاليين
فى جنوب اليمن على عدن أن تضع السعودية بموقف صعب تكابد فيه للحفاظ على تماسك تحالف عسكرى يقاتل الحوثيين
المتحالفين مع إيران، مجموعة من الإجابات على بعض الأسئلة المتعلقة بالوضع اليمنى شديد التعقيد.
سيطر الإنفصاليون،
الذين يحظون بدعم دولة الإمارات، على عدن بشكل فعلى عندما إستولوا على قواعد الجيش التابعة للحكومة
تحالفاً مع الرئيس عبد ربه منصور هادى بالتواطؤ فى هجوم صاروخى للحوثيين على قواتهم، ورد التحالف الذى تقوده
السعودية ويدعم حكومة اليمن، قائلاً إنه هاجم أحد الأهداف بعد أن هدد بالتحرك ما لم توقف قوات الجنوب إطلاق النار،
والجانبان حليفان فى إطار التحالف الذى يقاتل الحوثيين الذين طردوا حكومة هادى من العاصمة صنعاء فى 2014، لكن أهدافهما متعارضة.
يزيد ذلك من صعوبة المهمة التى تهدف السعودية لتحقيقها وهى إضعاف قبضة الحوثيين على البلاد إذ يسيطرون
حالياً على العاصمة صنعاء وأغلب المراكز الحضرية، وتدخل التحالف فى اليمن ضد الحوثيين فى 2015، ويعتبر الصراع
فى اليمن على نطاق واسع حرباً بالوكالة بين السعودية وإيران، وليس للحوثيين مناطق نفوذ فى الجنوب حيث سلحت الإمارات
ودربت نحو 90 ألفاً من القوات اليمنية التى جاءت من الأصل من الإنفصاليين الجنوبيين ومقاتلين من السهول الساحلية
، لكن المجلس الإنتقالى الجنوبى، الذى يقود الإنفصاليين، قد لا يحظى بالكثير من الدعم خارج عدن، وتهدد الخطوة
التى إتخذها بتأجيج الاقتتال فى الجنوب وتقوية شوكة جماعات متشددة مثل تنظيم القاعدة.
ليس هناك ود مفقود أصلاً بين حكومة هادى والإنفصاليين الذين يتهمونها بسوء الإدارة والفساد، وأحيت الحرب
توترات تعود الى زمن بعيد بين الشمال والجنوب إذ شكل كل شطر دولة منفصلة ولم يتوحدا الا فى عام 1990،
هذه ليست الإنتفاضة الأولى للانفصاليين، فقد سيطروا على عدن فى كانون الثانى/يناير من عام 2018، وساعدت
الرياض وأبوظبى في إنهاء تلك الأزمة.
وطلبت الإمارات من مبعوث الأمم المتحدة الخاص الى اليمن، مارتن غريفيث،
ممارسة ضغوط على الجانبين، وقالت الرياض إنها ستستضيف قمة طارئة لطرفى الأزمة لإستعادة النظام.
وقالت إليزابيث كيندال من جامعة أوكسفورد “الإستعانة بجماعات مسلحة إنفصالية من أنحاء الجنوب.
.. كان دوماً ضرباً من اللعب بالنار، من المثير للدهشة أن تقول الإمارات إن مبعوث الأمم المتحدة الخاص هو الذى يتعين عليه حل المشكلة”.
لم يتفكك التحالف السعودي-الإماراتي، لكنه تصدع، ويستبعد محللون أن تلزم الإمارات نفسها مجدداً بإرسال قوات
لكنها ستدعم الرياض التى تعمل معها لإحتواء إيران، وقالت الإمارات إنها خفضت وجودها فى اليمن مع صمود الهدنة
فى ميناء الحديدة الرئيسى الذى صار محور الحرب العام الماضى عندما سعى التحالف للسيطرة عليه.
وقال دبلوماسيون إن تقليص مشاركة الإمارات يرجع الى قبولها فكرة عدم إمكانية الحل العسكرى هناك بعد الإنتقادات
الدولية للضربات الجوية التى شنها التحالف وأسفرت عن مقتل مدنيين، فضلاً عن الأزمة الإنسانية فى اليمن، ومما منح
قرار الإمارات حافزاً إضافياً ضغوط الغرب لإنهاء الحرب التى أودت بحياة عشرات الألوف وصعّدت التوتر
بين الولايات المتحدة وإيران لدرجة قد تنذر بحرب فى الخليج.
فى الوقت الحالى يمكن للأمم المتحدة أن تباشر الدبلوماسية المكوكية، سعى غريفيث ولا يزال لإنقاذ إتفاق تعثر
تنفيذه لسحب القوات، وهو الإتفاق الذى توصل اليه الحوثيون مع حكومة هادى خلال محادثات سلام فى السويد فى
كانون الأول/ ديسمبر، كما يحاول غريفيث تهدئة التوتر بين الحوثيين والسعودية بعد أن صعدت الحركة هجماتها
بالصواريخ والطائرات المسيرة على مدن سعودية على مدى الشهور الماضية.
وإذا ما تبلورت لدى الأطراف فكرة إجراء محادثات سياسية أوسع نطاقاً بهدف تشكيل كيان حاكم مؤقت، فسيكون
عليها ضم المزيد من الفصائل اليمنية المنقسمة ومن بينها إنفصاليو الجنوب.