كتب /محمد محسن السهيمي
متابعة /أيمن بحر
الخبير الامني اللواء رضا يعقوب هاجم مسلحو الحوثيين فى اليمن عرضاً عسكريا قرب مدينة عدن، وقتلوا أكثر
من 32 شخصا، ونقلت وسائل إعلام موالية للإمارات عن مصادر طبية قولها إن عدد القتلى تجاوز 45 شخصاً.
وأعلن الحوثيون مسئوليتهم عن أحد الهجومين، وهو الذى إستهدف معسكر الجلاء، وهو معسكر لقوات الحزام الأمنى
الذى تساندها الإمارات، ووصفوا الهجوم بأنه عملية “مشتركة” بين وحدات الصواريخ وجماعات الطائرات بلا طيار
وأفادت تقارير بأن الهجوم وقع خلال عرض فى إحتفال بتخريج دفعة من العسكريين.
ويقول محلل شئون الشرق الأوسط فى بى بى سى، ألن جونستون، إن شهود عيان قالوا إن صوت إنفجار سمع خلف منصة
مشاهدة العرض، ثم شوهد بعض الجنود وهم يبكون على جثة شخص يعتقد أنه قائد كبير.
وإتهمت الحكومة اليمنية وحلفاؤها السعوديون إيران بأنها تقف وراء الهجوم، ونددت الحكومة اليمنية بالانفجارين،
وقالت إن فى تزامن الهجمات مؤشرا إلى أن من نفذها جهة واحدة.
وإتهم رئيس وزراء اليمن، معين عبد الملك سعيد، وسفير السعودية لدى اليمن، فى تغريدات منفصلة على تويتر
إيران بالوقوف وراء الهجوم على العرض العسكرى الذى أعلن الحوثيون المسئولية عنه، وكذلك المسئولية عن تفجير آخر إستهدف
مركزاً للشرطة فى المدينة الساحلية، قالت مصادر أمنية إنه تم بسيارة ملغومة.
وعلى الرغم من إصطفاف الإيرانيين مع الحوثيين، فإنهم ينفون ضلوعهم فى الحرب الأهلية فى اليمن.
وتقول مصادر
حركة الحوثيين إن صاروخاً باليستياً، وطائرة بلا طيار استخدما فى الهجمات، ويظهر فيديو نشر على الإنترنت
يصور المكان فى أعقاب الهجمات بعض الجثث منتثرة على الأرض، وبعض الجنود المذهولين وهم يحاولون بطريقة
محمومة مساعدة الجرحى، وقيل إن قائدا رفيع المستوى، يدعى منير اليافعي، كان بين القتلى.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن شاهد قوله: “وقع الإنفجار خلف المنصة التى أقيم فيها الإحتفال فى معسكر الجلاء
العسكرى فى منطقة البريقة في عدن … مجموعة من الجنود كانت تبكى عند جثة يعتقد أنها للقائد”.
ويقول الحوثيون إن العرض كان جزءاً من إستعدادات القوات الموالية للحكومة لشن إعتداء جديد على المنطقة التى
يسيطر عليها مسلحو الحركة شمال عدن، وكان هجوم إنتحارى قد وقع فى وقت
سابق على مركز للشرطة، فى حى الشيخ عثمان فى عدن، قتل فيه ثلاثة ضباط على الأقل.
وقالت وسائل إعلام إماراتية، نقلاً عن مصادر طبية، إن 17 شخصا على الأقل قتلوا فى الهجوم الإنتحارى.
وقد تدخل التحالف، الذى يدعمه الغرب، بقيادة السعودية والإمارات فى اليمن عام 2015 فى مسعى لإعادة حكومة
الرئيس عبد ربه منصور هادى المعترف بها دولياً الى السلطة بعدما أطاح بها الحوثيون من صنعاء فى أواخر عام 2014،
وتسيطر حكومة هادى على عدن، ويسيطر الحوثيون، الذين يقولون إنهم يثورون على الفساد، على العاصمة ومعظم المناطق
الحضرية الرئيسية، وكثف الحوثيون الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على مدن سعودية، ويرد التحالف
بضربات جوية على مواقع عسكرية حوثية معظمها حول صنعاء.
ويهدد تصاعد العنف بتعقيد الجهود التى تقودها الأمم المتحدة لتنفيذ إنسحاب القوات من مدينة الحديدة، نقطة الدخول
الرئيسية لواردات اليمن، تمهيداً لمحادثات سياسية لإنهاء الحرب فى ظل غياب الثقة وتضارب جداول الأعمال بين جميع الأطراف.