كتب /أيمن بحر
رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي من التهديدات الإيرانية
، فهل سيتم إخضاعها تحت قيادة أمريكية؟ وما علاقة رئيس الوزراء البريطانى الجديد بوريس جونسون بهذه المخططات؟.
الولايات المتحدة الأمريكية طالبت رسمياً، عبر سفارتها فى برلين الدول الثلاث فرنسا وبريطانيا والمانيا
بالمشاركة بوحدات عسكرية فى مهمة حماية السفن التجارية فى ممر هرمز الإستراتيجى الهام، وقد تأتى ردود فعل
فرنسا والمانيا بالرفض، وبريطانيا قد تشارك، ولكن ما هى طبيعة المهمة؟.
الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا أرسلتا سفناً حربية الى المنطقة لتفادى أن يعترض الحرس الثورى الإيرانى
بقواربه السريعة وطائرات الهليكوبتر سفناً إضافية، وحصل مؤخراً فى الـ 19 من تموز/ يوليو أن حاصرت وحدات
إيرانية ناقلة النفط التى تبحر تحت علم بريطانى Stena Impero التى كانت على ما يبدو فى المياه الإقليمية لخليج لعمان.
وحالياً ينظم كلا البلدين الحماية لنفسه ويعرضها فقط على السفن التى تبحر تحت علمه، ووزير الدفاع الأمريكى
الجديد مارك إسبير قال: “نحرس سفننا والبريطانيون يرافقون سفنهم وأفترض أن دولاً أخرى تفعل نفس الشئ مع سفنها”
، وبما أن البحرية الأمريكية أكبر قوة ومتفوقة على آخرين فقد تحتاج
حلفاء الى المساعدة التى يتم أيضاً منحها، كما قال اسبير، ولم يدور الحديث بعدُ عن مهمة مشتركة.
ويرى وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو فى النداء البريطانى لتنظيم مهمة بحرية بقيادة أوروبية فى الخليج الفارسى
“تكملة لجهودنا”، وهذا ما قاله فى مؤتمر مع حلفاء فى المقر الرئيسى لقاعدة جوية فى فلوريدا، ومن شارك بالتحديد
وما هى الوعود التى قُدمت للمشاركة فى عملية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية تحت اسم Sentinel رفض متحدث
الكشف عنها، وأوضح فى آن واحد أن “المهمة ترمى الى الرفع من الإستقرار فى المنطقة بعد الأحداث الأخيرة”
، ويبدو أن ممثلين من المانيا وفرنسا وبريطانيا شاركوا فى اللقاء.
وحكومة رئيسة الوزراء البريطانية المستقيلة تيريزا ماى كانت ترغب فى مهمة بحرية بقيادة أوروبية منفصلة عن مهمة Sentinel الأمريكية
، والأسطول الأمريكى يُعتبر من قبل دبلوماسيين أوروبيين كجزء من إستراتيجية الرئيس الأمريكى دونالد
ترامب لممارسة “الضغط الأقصى” على طهران، ويعتزم ترامب فرض مفاوضات جديدة حول برنامج الأسلحة
النووية مع إيران والإتحاد الأوروبى ـ والى حد الآن البريطانيون
ـ يريدون التمسك بالإتفاق النووى ومعالجة الأحداث الواقعة فى الخليج الفارسى فى ممر هرمز بشكل منفصل.
ويبدو أن هذا التوجه تحت الحكومة البريطانية الجديدة بزعامة بوريس جونسون يتلاشى، فوزير الخارجية
الجديد دومنيك راب أعلن فى مقابلة مع صحيفة “تايمز” فى نهاية الأسبوع وبعد يومين من مؤتمر فلوريدا:
“نريد مهمة بقيادة أوروبية، لكنها ستكون بدون مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية غير قادرة على البقاء”
، ووزير الخارجية الألمانى هايكو ماس أعلن فى المقابل بوضوح أن المانيا لن تشارك فى
مهمة تقودها الولايات المتحدة قد تكون متصلة “بالضغط الأقصى” على إيران.
الحكومة البريطانية الجديدة تحت بوريس جونسون قد تبحث عن علاقة أفضل مع البيت الأبيض للتمكن بعد الخروج
الصعب من الإتحاد الأوروبى من إبرام إتفاقية تجارية حرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وسبق للرئيس دونالد ترامب
أن كشف عن آفاق الإتفاقية التجارية “الرائعة” لأنه ينطلق من أن جونسون الذى وصفه أيضاً “بالرائع” سيدير
بشكل أفضل الخروج من الإتحاد الأوروبى عن سلفه تيريزا ماى، وبما أن جونسون بإعلانه الخروج من الإتحاد
الأوروبى بأى ثمن فى الـ 31 من أكتوبر يتجه نحو تصادم مع الإتحاد الأوروبى، فإنه سيكون مواتياً إذا تخلت حكومته
عن الإجماع الحاصل الى حد الآن بين الأوروبيين فى سياسة إيران.
فهل تتحول الحكومة البريطانية الى جانب الولايات المتحدة الأمريكية؟ وهذه هى المسألة التى يعكف عليها خبراء فى بروكسل
، “بوريس جونسون يوجد فى موقع صعب جداً”، كما يقول دادى ديمسى من معهد البحوث “كارنجى” فى بروكسل،
“فهو جد مقرب من دونالد ترامب، لكنه قال أيضاً بأنه يريد التمسك بالإتفاق
الإيرانى، والآن يجب عليه إتخاذ القرار حول الجهة التى سينضم اليها”.
يورغن هارت، المتحدث بإسم الشئون الخارجية للمسيحيين الديمقراطيين فى البرلمان قال لـ DW بأنه يجب بالطبع
التنسيق بين مهمة أوروبية فى الخليج ومهمة أمريكية موازية، لكن هارت لا يعتقد أن بريطانيا غيرت موقفها من الإتفاق
النووى مع إيران، “ليس لدى معلومات أن الحكومة البريطانية تغير موقفها”، كما قال هذا البرلمانى من الحزب
المسيحى الديمقراطى، وأحداث الأسابيع الأخيرة تبين أن الاتفاق النووى غير مكتمل لكنه إتفاق قانونى يجسد قناة حوار،
والولايات المتحدة الأمريكية غادرت “للأسف” هذه القناة.