اقوي الأحزاب المصرية
هو جماعة من الأفراد داخل اي مجتمع. يعملون في إطار قانوني بمختلف
الوسائل السياسية لتولي زمام الحكم بقصد تنفيذ برنامج سياسي و هو أيضا يمارس الديموقراطية في داخله
من خلال انتخاب أعضائه في الأمانات المختلفه وصولا الي انتخاب رئيس له.. ذلك هو الحزب السياسي.
بلغ عدد الأحزاب السياسية في مصر قبل ثورة 25 يناير 84 حزب سياسي قانوني إلا أن العديد منهم لم يكن يتعدي
مقرا و جريدة وذلك بسبب غياب الديموقراطية الحقيقية في مصر!.
فتلك أحزاب تم تجميد نشاطها بسبب التنازع علي رئاستها وتلك تم حلها. و أحزاب تم دمجها لتشكل إئتلاف..
و مهما يكن من أمر فالحياة السياسة إنما تقاس حيويتها ليس فقط بالتعددية الحزبية و إنما أيضا بحيوية
الأحزاب الموجودة علي الساحة و قدرتها علي التأثير في مجريات السياسية العامة و إتصالها بالجماهير بشكل دائم
و بمبادراتها في تقديم حلول للمشاكل التي تواجه المجتمع.
ومنطقي أن يعقب التحولات السياسية التي تشهدها مصر منذ الإطاحة بنظام مبارك وحتي الآن ظهور أحزاب
جديدة واختفاء أحزاب قديمة بحيث يسفر المشهد السياسي عن إنتعاشة حزبية تعبر عن نفسها في عدد كبير من الأحزاب
إلا أنه وبداية من 2011 وحتي الآن صار لدينا خليط من الأحزاب التاريخية و الأحزاب الوليدة الحديثة وقد خلا معظمها
من ملامح التوجهات السياسية المعروفة لأن من الصعب أن نطلق عليها يساريه أو يمينية أو وسط إذ تميل معظمها
الي إعتناق أفكار سياسية ذات طبيعة قومية حيث إنعكس ذلك علي أسمائها التي تحمل مفردات
(وطن.. ثورة.. شعب.. مصر.. مستقبل) واصبح لدينا مايزيد علي 20 حزبا متشابها سياسيا وهو ما يطلق عليه (الأحزاب التكرارية)
مع تغيير . الأشخاص!!. ونتيجة لذلك تعالت أصوات الخبراء السياسيين مطالبة بضم المتشابه و دمج المتكرر لتكوين ما يعرف
ب(الإئتلاف).
و الحقيقة أننا لسنا في حاجة لإئتلافات من هذا النوع لأن في مصر أقوي حزبين علي الإطلاق..
الحزب الأول تأسس في أبريل
1907 علي يد عمر بك لطفي و الذي تولدت لديه الفكرة خلال رئاسته لنادي طلبه المدارس العليا(ذات الطابع السياسي)
و الذي انشئ في 1905 فعرض الفكرة علي كبار الشخصيات الوطنية آنذاك مثل أمين سامي باشا و طلعت حرب
و الزعيم مصطفي كامل و الذين تحمسوا لها. فتم تأسيس( النادي الأهلي) و الذي يعتبر وقتها اول نادي للمصريين في مصر
اما الحزب الثاني فقد تم تأسيسه في يناير 1911 علي يد المحامي البلجيكي الجنسية جورج مرزباخ وقد حمل أسماء عدة مثل
نادي قصر النيل ثم المختلط ثم نادي فاروق حتي إستقر بعد ثورة 1952 علي إسم (نادي الزمالك) .
و الحقيقة أن سمات و ملامح الحزب السياسي تكاد تتحقق بنسبة كبيرة في ناديي الاهلي و الزمالك فهما يتمتعان بشعبية
جارفة في الشارع المصري وان نسبة 90 %من المصريين يتمتعون بعضوية جماهيرية دائمة في الناديين وان
لكل كيان منهم جمعية عمومية تقدر بعشرات الآلاف وان الانتخابات داخل أروقة الناديين تجري في أجواء تتسم بالنزاهة
و ترسم بدقة الملامح الحقيقية لديموقراطية غابت في الأوساط السياسية!! كما أن رؤساء الناديين وأعضاء جمعياتهم
العمومية علي مر التاريخ ما هم إلا شخصيات مرموقة وذات تأثير كبير جماهيريا و إعلاميا تستطيع أن تحرك ملايين في الشارع
المصري.كما أن جماهير الناديين تمثل كافة شرائح المجتمع
و من مختلف الأعمار السنية و التي تملأ القري و المدن والنجوع علي مستوي الجمهورية
و الحقيقة الغائبة عن بعض الأحزاب السياسية التي تدعي القوة انها حتي الآن لم تستطيع بما أوتيت من قوة و إمكانيات
مالية وإعلامية أن تحرك جماهير الشعب في اتجاه معين أو أن تستقطبها لصالحها أو أن تجذب الشباب لعضويتها
لأنها ببساطة تنتهج أساليب عفي عليها الزمن و تنتهج سياسة( الوعد البراق خالي الوفاض) ..
و الدليل ان نوابهم في البرلمان ما هم إلا صدي صوتا للحكومة وعبئا ثقيلا علي المواطنين!!
و عليه فإن ناديي الاهلي و الزمالك هم بحق اقوي(الكيانات) الأحزاب المصرية إذا سمح لهم بالعمل السياسي.