و كأنها نظمت من أجلهم
تزينت ملاعب مصر لتستضيف النسخة ال32 لكأس أمم القارة السمراء تلك النسخة التاريخية التي ضمت ولأول
مرة 24 فريقا. ومعظم التكهنات تقول ان الكأس لن تغادر القاهرة الا أن المفاجأة و برغم انها كانت صادمة الا انها كانت متوقعة!
.وهي خروج المنتخب الوطني المصري من دور ال16. وذهبت الكأس لمن يستحقها… ذهبت لمحاربي الصحراء
الذين قطعوا أشواطا طويلة مملوءة بالعزيمة والتحدي و الأخذ بالأسباب
فقد نجح المنتخب الجزائري في حسم تأهله لأمم أفريقيا 2019 بعد الفوز علي توجو برباعية نظيفة. وجاء باحثا
عن محو خيبة عدم التأهل لكأس العالم التي أقيمت في روسيا 2018 و البحث عن مشاركة قارية أقوي تليق به وذلك بعد فترة
من التذبذب في المستوي الفني في الأشهر القليلة التي سبقت البطولة و التي شهدت أيضا تغيير أكثر من مدرب قبل الإستقرار علي جمال بلماضي.
و لم تكن مشاركات الجزائر في النسخ الأخيرة من أمم أفريقيا مرضية بالمرة برغم إمتلاك المنتخب للعديد من أبرز اللاعبين
المحترفين في أوروبا. حيث يعد أفضل إنجاز لهم منذ التتويج الوحيد بالبطولة
عام 1990.هو الحصول على المركز الرابع في أنجولا 2010.
بدأ محاربو الصحراء استعداداتهم الجدية لكأس الأمم في مارس الماضي من خلال إستدعاء بعض الوجوه الجديدة
وخوض بعض التجارب الهامة من أجل وضع حجر الأساس للقائمة النهائية التي ستشارك في (الكان).
خاض محاربو الصحراء 4 مواجهات ودية قبل انطلاق كأس الأمم تعادل في الأولي مع جامبيا1-1 وفاز علي تونس
في الثانية 1-0.وفي معسكر الدوحة بقطر تعادل مع بوروندي 1-1 وفاز علي مالي 3-2.
وقع الجزائر في المجموعة الثالثة التي ضمت منتخبات( كينيا – السنغال- تنزانيا). ونجح في الحصول علي العلامة الكاملة
وحصد 9 نقاط وامتلأت جعبته ب6 أهداف ولم تهتز شباكه حيث فاز علي كينيا 2-0 ثم تغلب علي السنغال بهدف دون رد وسحق تنزانيا بثلاثية نظيفة.
انتقل محاربة الصحراء الي دور ال16 ليلاقو منتخب غينيا الذي اهتزت شباكه بثلاثيه نظيفة .. وكان الصعود
لملاقاة منتخب كوت ديفوار في دور الثمانية وبعد انتهاء الوقت الأصلي و الإضافي بتعادل إيجابي حسم محاربو الصحراء
المعركة بضربات الترجيح 4-3 ومضي محاربو الصحراء في طريق البطولة وانتزعوا فوزا صعبا علي منتخب
نسور نيجيريا في أحرج لحظات المباراة بعد أن كان التعادل الإيجابي 1-1 هو سيد الموقف!
وصل محاربو الصحراء للمباراة النهائية ليجدوا أمامهم وصيفهم في المجموعة الثالثة(منتخب السنغال) و الذي سبق
وتغلبوا عليه بهدف دون رد في الدور الأول.
وقد اختلف الأمر في المباراة النهائية عن المباريات ال6 الأولي فقد
رأي جمال بلماضي المدير الفني لمحاربو الصحراء أن المباراة النهائية لا تقبل المغامرة وان حسم اللقاء و الحصول
علي اللقب لا يعني بالضرورة أن يكون الآداء الفني مبهرا. وان هدفا واحدا كافيا بأن يحقق البطولة فكان له ما أراد فبعد
أن سجل بغداد بونجاح الهدف الوحيد في الدقيقة الثانية من بداية المباراة نجح الفريق في غلق منطقة مرماهم أمام
هجمات السنغال التي تحطمت علي أعتاب عزيمة محاربو الصحراء وإصرارهم علي العودة بالكأس الي الجزائر العاصمة.
وقد استطاع لاعبو الجزائر أن يضربوا مثلا للروح والعزيمة و الآداء الرجولي لكل الفرق التي شاركت في البطولة
وكان جمال بلماضي هو كلمة السر لأنه استطاع أن يصنع جيل كروي جديد للجزائر سيكون بمثابة بداية جديدة
لحصد بطولات قادمة بعد أن احسن اختيار عناصر الفريق وزرع فيهم روح الانتصار وقوة الآداء وإيجابية النتائج
. لذلك وجدنا كلنا بأن المنتخب الجزائري-دون غيره- هو الأقوي والأفضل منذ المباراة الأولي وحتي النهاية. وكأن البطولة
تم سحب تنظيمها من ياوندي و إسنادها للقاهرة لتفوز بها الجزائر.. وكأنها نظمت من أجلهم!.