كتبت /- ريم المطيري
متابعة اعلامية أيمن بحر
جاء فوز الدكتور “طلق المسعودي الهُذلي” بالوسام الذهبي للإبداع والريادة في المؤتمر العربي للريادة والابداع
بلبنان ، كتتويج يوثق مشواره الطويل في العطاء وصناعة التغيير ومحاولة ترك اثر طيب في كُل مكان او مجال
يتواجد فيه، ذلك الأديب السعودي الذي وهب حياته لدعم الثقافة في المملكة العربية السعودية، والارتقاء بالمواهب
الشابة نحو التميز والإبداع، وصناعة اعلام جديد قائم على اسس علمية
ومنهجية مأخوذة من الأصالة العربية ، كان له الأثر البارز في مجالات شتى سنعرضها في هذا التقرير:
-نسبه:
هو الدكتور طلق بن مطلق بن عبيدان المزيدي المسعودي الهُذلي ، من قبيلة هُذيل العريقة والتي تقع ديارها شرق مكة
المُكرمة ومنها تفرعت لجميع دول العالم الإسلامي ضمن الفتوحات الإسلامية آن ذاك ،
والده هو الشيخ مطلق بن عبيدان المزيدي المسعودي الهُذلي وهو شيخ من شيوخ
قبيلته اشتهر بالحنكة والحكمة والعدل حتى بات قاضيًا يفصل في المُنازعات بين القبائل.
مولده ونشأته:
ولد في مكة المكرمة عام ١٩٧٠م وهو الإبن الأصغر لوالده الشيخ مطلق، ونشأ في مكة المكرمة وتلقى تعليمه الأولي هناك .
تعليمه:
انخرط الدكتور طلق المسعودي في حياة العمل في سن مُبكرة إذ لم يتجاوز عمره حين عمل في وظيفته الأولى الثامنة عشر،
ولم يكمل حينها الا المرحلة المتوسطة من تعليمه، ولكنه وبرغم جميع الظروف التي كانت تحيط به
استطاع ان يُكمل المرحلة الثانوية ثم الجامعية، ولم يكتفي بهذا بل واستطاع بالمثابرة والطموح
الذي لا ينتهي ان يحصل على درجتي الماجستير في الإدارة العامة والدكتوراه في إدارة الأزمات.
انجازاته :
بدأ بمجال التطوع فأصبح مُديرًا تنفيذياً لمركز الحي الذي يسكنه ، ثم انشأ فريق ساهم التطوعي وانجز هذا الفريق
بقيادته الكثير من الإنجازات المُشرفة في مجال خدمة الحجاج والمعتمرين وكذلك في المشاركة في الحملات الخاصة
للأيتام وكبار السن وحتى في الفعاليات الترفيهية في الحي، مما جعله رمزًا يُشار له بالبنان في جميع محافل جمعية مراكز الاحياء بمكة المكرمة.
ثم توجه بعد ذلك لخدمة الحجاج والمعتمرين من الصم، بل وكرس لهم كُل ما استطاع من امكانات في سبيل تلبية
متطلباتهم، فنظم لهم الإجتماعات الثقافية والرياضية والدينية على حد سواء ، ولم يقف عند هذا الحد بل قام بتأهيل
مركز مُتكامل لهم يشكل الجوانب الثقافية والرياضية والإجتماعية على حد سواء، وتكريمًا لجهوده فقد اطلق الاتحاد السعودي ل
رياضة الصم اسم والده المغفور له بإذن الله الشيخ مطلق بن عبيدان المسعودي على هذا المكان وهو قائم اليوم في مكة المكرمة ويخدم ذوي الاعاقة السمعية.
انشأ مجموعة عين الوطن الإعلامية بمساعدة صديقه رجل الأعمال الاستاذ مساعد الهُذلي ، والتي تحوي على صحيفة إلكترونية
ودار نشر وأكاديمية إعلامية ، لم يشعر بالأكتفاء في هذا الجانب فعمد إلى إنشاء رابطة عين الوطن الثقافية والتي جعلها
تعمل وفقًا لسياسته المعطاءه، فهي رابطة تدعم المواهب الشابة في المجالات الثقافية جمعاء ، كالكتابة والرسم
والتصميم والتصوير والمسرح والإلقاء، وبذل مجهودًا جبارًا لتقديم هؤلاء الشباب للساحة الثقافية، وكثف عليهم الدورات
التطويرية والنقد البناء لصقل مواهبهم بالشكل الأكمل والأتم، حتى تمكن اعضاء هذه الرابطة من تأليف كتاب مُتكامل
يقع في ٣٠٠ صفحة عن تطوير الذات تمت طباعته بالكامل على نفقة الرابطة، وهو بصدد اصدار الكتاب الثاني للمجموعة الثانية من اعضاء الرابطة.
عضو منظمة سلام بلا حدود الدولية والتي تتخذ من لندن مقرًا لها ، وقد حصل على عضويتها لقاء جهوده الجبارة
في مناصرة القضية الاحوازية وقضية بلوشيتان المحتلة .
بدأ مُبادرة امة اقرأ تقرأ وذلك بإنشاء مكتبة تطوعية في كل مقهى ، كما انشأ مكتبة خاصة في الحي الذي يسكنه
ووفرها بالمجان لشباب الحي للإستفادة منها وعقد الاجتماعات الثقافية بها.
الأديب السعودي الدكتور طلق المسعودي كان كاتبًا للمقالات في شتى صحف المملكة منذ بداية ظهوره الإعلامي
قبل مايتجاوز العشرين عامًا حتى اليوم، كتب خلالها الكثير من المقالات التي تُناقش الكثير من القضايا الاجتماعية
والبيئية ، كما اعد الكثير من التقارير السياسية حول الأحواز المحتلة وبلوشستان والتي تناقلتها الكثير من القنوات الفضائية المهتمة بهذا الشأن.
صدر له مؤخرًا رواية ” استثنائي جدًا” عن دار عين الوطن للنشر والتوزيع، والتي صرح بأنها تُشكل ما مُجمله ٨٠٪ من قصة كفاحه ونجاحاته الحقيقية .
الدكتور طلق المسعودي الهُذلي يُعتبر هرمًا من أهرام الثقافة والأدب في المملكة العربية السعودية
، اذ استطاع بكفاحه وصبره وطموحه الذي يُعانق السحاب، ان يجمع مابين تطوير ذاته وتطوير كُل من حوله من
مواهب ودعمهم وتشجيعهم وابرازهم حتى لو كان ذلك على حساب نفسه في كثير من الاحيان، ان تواضعه ودماثة خلقه
واحتواءه لكُل الموهوبين الذين تتلمذوا على يده، كان الدافع الأقوى بأن يقوم هؤلاء بترشيحه لنيل الوسام الذهبي للريادة
والإبداع ، اذ كان هذا الرجل الاستثنائي ذا اثر بليغ في مسيرتهم الابداعية، وكفاءتهم الثقافية.