مصر والجزائر “علاقات ومصير مشترك ” بقلم المستشار. : عصام هلال عفيفي
يحكم العلاقات المصرية والجزائرية ارث تاريخي من الدعم والمساندة المتبادلة. فقد ساندت مصر الجزائر في ثورته العظيمة
في مواجهة الاستعمار الفرنسي عام 1954، وقد تعرضت مصر الناصرية لعدوان ثلاثي، فرنسي إسرائيلي بريطاني،
عام 1956 بسبب موقفها المساند لثورته. وفي المقابل لم ينس الشعب المصري أبدًا للرئيس هواري بومدين وقفته العظيمة
الداعمة لمصر سياسيًا وماديًا عقب هزيمة 67، وهو الدعم الذي استمر بعد رحيل عبد الناصر وتواصل حتى حرب 1973
التي شاركت فيها قوات جزائرية، فطلب الرئيس الجزائري السابق هوارى بومدين من الاتحاد السوفيتي عام ١٩٧٣ شراء طائرات وأسلحة لإرسالها إلى
المصريين عقب وصول معلومات من جزائري فى أوروبا قبل حرب أكتوبر بأن إسرائيل تنوى الهجوم على مصر، وباشر الرئيس الجزائري
اتصالاته مع السوفييت لكنهم طلبوا مبالغ ضخمة فما كان من الرئيس الجزائرى إلا أن أعطاهم شيكا فارغا وقال لهم أكتبوا
المبلغ الذى تريدونه، وهكذا تم شراء الطائرات والعتاد اللازم ومن ثم إرساله إلى مصر.
وقد عكست ثورات الربيع العربي وثورة 30 يونيو في مصر حاجة الدولتين معًا إلى تعاون وثيق يحاصر الإرهاب
في منطقة المغرب العربي بصفة عامة، مما يسمح لهما الآن بإقامة علاقة متينة تساعد على إعادة التماسك لمنطقة المغرب
العربي الكبير، وتساعد في الوقت نفسه على إعادة صياغة العلاقات العربية الإفريقية وفق أسس جديدة أكثر متانة ورسوخا.
ترتبط مصر والجزائر بمساحة كبيرة جدًا من المصالح المشتركة، على كافة الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وشهدت العلاقات الاقتصادية بين مصر والجزائر دفعة قوية خلال عام ٢٠١٤، أبرزها انعقاد الدورة السابعة للجنة العليا المصرية
الجزائرية المشتركة برئاسة رئيسى وزراء البلدين إبراهيم محلب وعبد المالك سلال، والتى تم خلالها التوقيع على
١٧ اتفاقية مذكرة تفاهم بين البلدين شملت العديد من القطاعات منها فى مجال تنمية الصادرات وحماية المستهلك والتعاون
بين بورصة الجزائر والبورصة المصرية والتأمين وإعادة التأمين، ومذكرة التفاهم
فى مجال الخدمات البيطرية بين البلدين ومذكرة تفاهم للتعاون بين البلدين فى مجال التكوين والتدريب المهنى.