كتب محمد معتز
شاركت الامينة العامة لوكالة المدن المتحدة والقيادية بشبكة إعلام المرأه العربية الاستاذة آية السيف في فعاليات المؤتمر
السنوي للمجلس الأكاديمي لمنظومة الأمم المتحدة تحت عنوان ” نحو تفعيل أجندة التنمية المستدامة 2030 بالقارة
الأفريقية”التي انعقدت و لاول مرة في القارة الافريقية بمقر جامعة “ستالين بوش” بمدينة “كاب تاون” بجنوب أفريقيا.
وخلال كلمتها اكدت الاستاذة آيه السيف على ضرورة إيجاد حلول أفريقية للتحديات التي تواجه القارة و التأكيد
على تحديث آليات التعاون الجنوب جنوب بين الدول الأفريقية والاستفادة من الخبرات و القدرات و الكفاءات البشرية
التي تخلق التكامل الإيجابي بين الدول الأفريقية…. و في هذا السياق تطرقت الى عرض التجربة التونسية في تفعيل
أجندة التنمية المستدامة و تصدرها للمرتبة الثانية من ضمن 54 دولة افريقية حسب ما ورد بتقرير مركز أهداف التنمية
المستدامة بافريقيا ، وهو ما يعكس قدرة الدول على الاستجابة للتحديات التي تواجهها و تفعيل أولويات العمل من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ 17 .
كما أشارت الامينة العامة إلى الدور المحوري التي تلعبه شبكات تدعيم المرأة من أعلام و منظمات دولية و اقليمية
تنادي بمبدأ المساواة و تمكين المرأة للاستفادة من خبرتها و دورها الفعال في القيادة و خلق فرص اقتصادية ناجعة
و ضرورة العمل على تطوير مهاراتهن و دفعهم لتصدر الخطوط الأمامية لتحقيق توازن القوى بين الجنسين
وأضافت ايه السيف أن الكم غير المحدود من الطاقة والتفاؤل لدى شباب أفريقيا يؤدي إلى دفع القارة بسرعة إلى
الدخول في عصر جديد من التنمية المستدامة، من خلال تنفيذ خطة الاتحاد الأفريقي لعام 2063 بالتواؤم مع خطة
التنمية المستدامة التي اتفق قادة العالم على تحقيق أهدافها السبعة عشر بحلول عام 2030.
وتتفق الخطتان، كما قالت الامينة العامة، على أهمية التغيير الذي يركز الاهتمام على الإنسان و محيطه خاصة في
ما يتعلق بضرورة التكتل للحد من انعكاسات التغيرات المناخية و اعتماد السياسات الحكيمة الترشيد في استعمال
الموارد الطبيعية و الحد من نسبة التلوث و الاعتماد أكثر فأكثر على الطاقات البديلة .
وقال ايه السيف ان وكالة المدن المتحدة للتعاون الدولي و المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة
والاتحاد الأفريقي يعملون بشكل وثيق لتعميم خطط التنمية الوطنية والتعاون لإطلاق الفرص الجديدة من منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.
كما ثمنت “السيف” عمل الاتحاد الأفريقي ودوله في مسألة اللاجئين والعائدين إلى ديارهم والنازحين داخليا بغرض
إيجاد حلول دائمة للنزوح القسري في أفريقيا. مشيرة بأن بعض الأوضاع تستوجب النظر فيها خاصة منها المسائل
المتعلقة بالشعوب الاصلية التي وقع أقصاؤها و عدم إدماجها في الحراك الاقتصادي مشيرة بذلك إلى وضعية
مجمعات التبو التي تعاني من إقصاء ممنهج مما يحجب دورها في الاندماج الاقتصادي و الاجتماعي .
وأضافت الامينة العامة “معا، يجب القضاء على جميع أنواع التمييز والفساد بشتى أشكاله لتركيز بوادر نجاح خطة التنمية
المستدامة، ليس في أفريقيا فحسب، بل في جميع أنحاء العالم”..
كما جددت القول إن مساهمة القارة الأفريقية في تغير المناخ ضعيفة نسبيا بالرغم من ان المؤشرات لتفاقم الازمة البيئية
بالدول الأفريقية تعتبر حادة و مدمرة على المدى المتوسط و الطويل مضيفة انه اذا ما لم تنخفض الانبعاثات
على وجه السرعة، سيكون لتغير المناخ عواقب خطيرة تقوض كلا من التنمية المستدامة والأمن في جميع أنحاء أفريقيا”.
وأكد السيف في ختام كلمتها على أهمية تجديد التركيز على الشراكة الاستراتيجية بين المجتمع الدولي و الحكومات
و الهيئات الدولية يؤتي ثماره بالفعل. ودعت إلى البناء على هذه الأسس القوية لجعل التعاون بين الأطراف الجدية أكثر فعالية وكفاءة .