كتب /أيمن بحر
فى أجواء التوتر مع إيران، عززت الولايات المتحدة مجدداً وجودها العسكرى فى الشرق الأوسط ودعت العالم الى
“عدم الخضوع للإبتزاز النووى” الإيرانى ونشرت صوراً جديدة قالت إنها تدين طهران فى الهجوم على ناقلتى نفط فى خليج عمان.
قال وزير الدفاع الأميركى بالوكالة باتريك شاناهان إن “الهجمات الإيرانية الأخيرة تؤكّد صحّة المعلومات الإستخبارية
ذات المصداقية والموثوق بها التى تلقيّناها بشأن السلوك العدائى للقوات الإيرانية”، لكن الوزير الأميركى شدّد على
أنّ “الولايات المتحدة لا تسعى للدخول فى نزاع مع إيران”، وقال شاناهان “سمحت بإرسال ألف جندى إضافى لأهداف
دفاعية من أجل التصدى للتهديدات الجوية والبحرية والبرية فى الشرق الأوسط”، مؤكداً أن الولايات المتحدة
“ستواصل مراقبة الوضع بدقة” من أجل “تعديل حجم القوات” إذا إقتضى الأمر، وأكد أنه وافق على إرسال هؤلاء الجنود
بناء على طلب القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) الحصول على تعزيزات وبالإتّفاق مع رئيس الأركان وبعد التشاور
مع البيت الأبيض، وجاء إعلان شاناهان بعد نشر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وثائق جديدة تتهم إيران بمهاجمة ناقلتى النفط النروجية واليابانية فى خليج عمان.
وتعرضّت ناقلتا النفط لهجومين لم يحدّد مصدرهما قرب مضيق هرمز، الممر الإستراتيجى الذى يعبر منه يومياً نحو
ثلث إمدادات النفط العالمية المنقولة بحراً.
ويرى خبراء متفجرات فى البحرية الأميركية أن المكان الذى أختير
لتثبيت الألغام على جسم السفينة، فوق خط المياه يدلّ على أن الهدف لم يكن إغراق السفينتين.
ولكن الطريقة التى إستخدمت فى إزالة اللغم الذى لم ينفجر — أى حوالى عشرة عناصر على متن قارب سريع مزودين بسترات
نجاة ولكن من دون معدات مضادة للإنفجار — كانت فى الواقع طريقة خطرة للغاية، وفقاً لأحد هؤلاء الخبراء الذين
طلبوا عدم نشر أسمائهم، ووصف هذا الخبير العملية بأنها “سيناريو شديد الخطورة”
، وفتحت الولايات المتحدة تحقيقاً بالتعاون مع دول عديدة أخرى لم تسمّها.
لكن دول الاتحاد الاوروبى أبدت حذراً فى تحديد المسئوليات عن الهجمات على ناقلتى نفط الأسبوع الماضى فى
مياه الخليج، ورفضت، خلافاً للندن، تبنى إتهامات واشنطن لإيران.
ووقع الهجومان على ناقلتى النفط فى خليج عمان بعد شهر على تعرّض ناقلتى نفط سعوديتين وناقلة نروجية وسفينة شحن
إماراتية لعمليات “تخريبية”، ووجهت واشنطن أصابع الإتهام فى كل هذه الهجمات الى طهران التى سبق لها وأن هدّدت مراراً
بإغلاق مضيق هرمز لكنّها نفت أى ضلوع لها في هذه الهجمات.
و قال وزير الدفاع الأميركى بالوكالة فى بيانه إن إرسال الف جندى إضافى يرمى الى “ضمان أمن وسلامة
جنودنا المنتشرين فى المنطقة وحماية مصالحنا القومية”.
وكان البنتاغون أرسل فى منتصف أيار/ مايو الى مياه الخليج سفينة حربية محمّلة بآليات، ولا سيّما مركبات برمائية، وبطارية
صواريخ باتريوت، لتضاف الى مجموعة بحرية ضاربة، على راسها حاملة طائرات، كانت الولايات المتحدة أرسلتها الى المنطقة للتصدّى لخطر هجمات إيرانية “وشيك”.
وفى نهاية أيار/ مايو أعلنت الولايات المتحدة نشر 1500 جندى إضافى فى الشرق الأوسط، مشيرة الى “تهديدات مستمرة
” من طهران ضدّ القوات الأميركية.
وقبيل إعلان شاناهان، دعت المتحدثة بإسم وزارة الخارجية الأميركية
مورغان أورتاغوس العالم الى “عدم الخضوع للإبتزاز النووى الايرانى”، وأضافت “نواصل دعوة النظام الإيرانى للإمتثال
لإلتزاماته تجاه المجتمع الدولى”، وكانت طهران أعلنت أن احتياطاتها من اليورانيوم المخصب ستتجاوز فى 27 حزيران / يونيو
الحد المنصوص عليه فى الإتفاق الموقع عام 2015. وقالت أورتاغوس “إنه أمر مؤسف” لكنه “لا يفاجئ أحداً، لهذا السبب
، غالباً ما يقول الرئيس إنه يجب إستبداله بإتفاق جديد أفضل”.