الفيس بوك بين الواقع والخيال …
الفيس بوك أو موقع التواصل الإجتماعي .. يجعلك تعرف حقيقة مفاهيم الناس وأفكارهم ومبادئهم وأحيانا تعطيك
فكرة عن أخلاقهم وطريقة حياتهم … هناك من نقف لهم احتراما ونتمنى التواصل معهم دائما وهناك من نتجاهل حتى قراءة ما يكتبون .
.. هناك من يكتبون في الدين وهم ابعد ما يكون عن الدين لأن الهدف من الدين أن يؤخذ كمنهاج يطبق في حياة الإنسان
وليس مجرد اطلاق شعارات وحكم لا يعمل بها … وهناك من يتظاهر بالعلم ولا تجده حتى يثرينا بأي معلومة مفيدة
أو مقال نستنير به … وهناك من يتظاهر بالخدمة الإجتماعية وهو لا يعرف عنها ولا عن مفهومها السامي وثوابها
غير صور الحدث والاشخاص والمكان للتباهي أو تحقيق أهداف مبطنة .. وهناك من يتكلم بالسياسة أقصد يعبث
بالسياسة ويدخل في مجادلات ومهاترات ويحاول أن يقنع الجميع بوجهة نظره حتى ولو بالقدح والذم … وهناك من
يحاول أن يتظاهر بالسعادة من خلال بوستات الفكاهة والصور المشرقة السعيدة وهو حياته غير مستقرة ويشعر بعكس
ذلك تماما .. وهناك من يحاولون التملق والنفاق بالشعارات والكتابات طمعا في منصب حكومي أو اكاديمي أو سياسي ..
. وهناك من يتخذه وسيلة للتعارف المسلي والغير جاد او يفتشون عن ملئ فراغ أو قد يعانون من حياة زوجية فاشلة
أو مهمشة أو غير سعيدة ولا يدركون بأن البعض قد ينخدع ويصدق ما يقال او ما يكتب … ثم تراهم فجأة من خلال
الكتابات والصور قد اصبحوا العائلة السعيدة المثالية … وهناك من يقضي وقت على الفيس بوك سواء عن طريق الدردشة
على الخاص أو التصفح أو الكتابة وقت أطول من الوقت الذي يقضيه في العمل أو انجاز الواجبات المنزلية
أو المسؤوليات الملقاة على عاتقه .. وهناك فئة تراقب من بعيد وتتجسس لتمارس هوايتها المفضلة في مراقبة البشر
ومن ثم لا يمنع ان يتمحسوا ويحسدوا ويتذمروا … .وهناك فئة كلامهم بلسم ويشفي العليل .. نستنير بفكرهم
وقد نردد أحيانا خلفهم دعاء جميل وقد نستفيد بمعلومة لم نكن نعرفها من قبل … وهناك من نحس معهم بأن
نصائحهم نابعة من الخبرة والكفائة والثقافة وليست لإظهار أنفسهم وخلق مكان مميز لهم او كسب الشهرة …لنصلح
من انفسنا قبل أن ندعو الغير للإصلاح ،،، ولنتقي الله في انفسنا وفي غيرنا ليقينا الله من كل شر وسوء … حفظكم
الله وهدانا واياكم جميعا لما هو خير لنا ولأمتنا .. ولنبدىء بأنفسنا قبل أن نطالب غيرنا بالإصلاح ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) …
لبنى زبدان …