هل رحلوا ام أنهم زرعوا ألغاما؟!
مرت مائتا و أحد عشر عاما على حملة بونابرت على مصر.. ولم يستمر الإحتلال الفرنسي في مصر أكثر من 36 شهرا.
وقد منيت الحملة الفرنسية بضربة عسكرية قاصمه حين تحطم أسطول بونابرت في أبي قير وإنقطعت عن قواته البرية
أيه إمدادات عبر البحر وسط حصار انجليزي شديد. واجه الإحتلال الفرنسي مقاومة شعبية عامه وعنيفة وشديدة
بإندلاع ثورتي القاهرة الأولى(أكتوبر 1798 )والثانيه( أبريل 1800 )واتسعت المقاومة لتشمل الوجه البحري وصعيد مصر.
إنتهى العام الأول للحملة برحيل بونابرت سرا إلى فرنسا ثم شهد عامها الثاني إغتيال خليفته القائد العام( كليبر)
في عقر قيادته بالأزبكية. وفي نهاية العام الثالث كان لابد من الرحيل..
كذلك مر علي الإحتلال البريطاني لمصر أكثر من 137 عاما.. وقد إستمر الإحتلال البريطاني لمصر حوالي 74 عاما( 1882-1956 ).
وقد قامت في تلك السنوات ثورات ومواجهات بين الاحتلال والشعب المصري حتى رحل هو الآخر.. وكان خروج آخر جندي
بريطاني من مصر في 18 يونيه 1956 وقد أطلق المصريون على هذا اليوم( عيد الجلاء )
**والسؤال هنا
.. هل رحل الإستعمار عن الامه؟ أم أنه أخذ شكلا آخر من أشكاله القذرة ؟ وللإحابه عن هذا السؤال.. فلننظر بصدق إلى حالنا..
صحيح أن الاستعمار القديم والذي اخذ شكل الاحتلال العسكري قد اختفى ولكن الذي ظهر حديثا هو نوع أخطر من
أنواع الإستعمار ألا وهو الإستعمار الفكري فالهوية تتهاوي ببطء شديد و دلائل التبعية تبدو شيئا فشيئا وهذا ما نراه
الآن في كل البلدان العربية المتفرقة والتى تم السيطرة عليها بسلاحي الجزرة و العصا والذي ساعد الغرب على ذلك هو وجود
غمامات بين الشعوب وحكامها ومهما كان بيننا من إختلاف في الرأي فالحقيقة التي بات أن ندركها جميعا أنهم قبل أن يرحلوا زرعوا بيننا ألغاما!!.