كتب-هاني قاعود.
الأحد 28 إبريل 2019م
تسعى المملكة العربية السعودية، ومن خلال “رؤية 2030″، إلى رفع نسبة مشاركة المرأة في التنمية عبر 13 برنامجاً تهدف
فيما بينها إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة عبر تمكين المرأة في شتى المجالات، حيث وصلت المرأة خلال السنوات القليلة
الأخيرة إلى مناصب قيادية، بالإضافة إلى زيادة نسبة التوظيف للنساء في الربع الرابع من 2018 إلى 8.5 %.
وعلى الرغم من أن عام 2017م، يوصف بأنه “عام تمكين المرأة السعودية” إلا أن عام 2018 م قد زاد عليه بتمكينها
في أمور مستجدة منها قيادة السيارات، وتبعها إقرار قانون التحرش، وقرار ممارسة الرياضة للفتيات بالمدارس والسماح
للأسر بدخول مباريات كرة القدم، وكذلك السماح للسعوديات بالمشاركة في الألعاب الأولمبية، ومنح تراخيص قيادة الطائرات
للمرة الأولى في تاريخ المملكة. وفي عام 2019م تبوأت المرأة السعودية لأول مرة منصب “سفير” في صورة مشرقة
لقدرات وكفاءة السعوديات في كل مجال.
ويتواصل سعي المملكة لتحقيق المزيد في طموح لا يتوقف ضمن رؤية 2030 التي تستهدف رفع نسبة مشاركة المرأة السعودية
في سوق العمل بنسبة 30%، وفي هذا السياق، أطلق “مؤتمر دور المرأة السعودية في التنمية .. نحو مجتمع حيوي”, الذي افتتحه
وزير العمل والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد بن سليمان الراجحي في الرياض أمس السبت، مؤشرات المرصد الوطني
التي تتكون من (56 متغيراً) موزعة على خمسة محاور رئيسية، هي : المحور التعليمي الداعم لمستقبل الأجيال، والمحور
الصحي المعني برعاية ووقاية المجتمع من الضرر، والمحور
التنظيمي الداعم لإحراز التقدم، المحور الاقتصادي للريادة المالية والصناعية والاقتصادية في المملكة, إضافة إلى المحور
الاجتماعي الذي يندرج تحته مؤشر مشاركة المرأة في التنمية.
وأكدَّ وزير العمل والتنمية الاجتماعية في افتتاح المؤتمر، الذي انطلق بتنظيم من المرصد الوطني للمرأة في جامعة الملك سعود،
والهيئة العامة للإحصاء ، ومؤسسة “الوليد للإنسانية” وبمشاركة من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، أنَّ رؤيةُ المملكة 2030
وَضَعت معالم الطريقِ وحددَتْ المستهدفاتِ الوطنيةَ الَّتي تجعلُ المرأةَ شريكاً حقيقياً فاعِلاً في تنمية المملكة، ووضعتُ
البرامجَ والمبادرات التنفيذيةَ الَّتي سوفَ تحوِّل ما نتطلعُ إليه إلى إنجازاتٍ حقيقةٍ، نراها ونجني ثمارَهَا.
وأضاف أنَّ ما يتم العمل عليه لتمكينِ المرأةِ في المملكة ينبعُ مِن قناعة راسخة مستمدة من تعاليمِ الدين الإسلامي الَّذي يضعُ
حقوقَ المرأةِ ومصالحها وحمايتها النفسية والاجتماعية في أولوياتِ السياسةِ الشرعيةِ، لافتا إلى تواصل الاهتمام الحكومي
بحقوقِ المرأةِ الأساسيةِ واحتياجاتِهِا، عبر برامجِ تمكينِ المرأةِ، بالذاتِ في التعليمِ والعملِ.
من جهته, أوضح المدير الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في منطقتي الدول العربية وآسيا
والمحيط الهادئ محمد الناصري أنَّ الانطباعات المغلوطة عن المرأة في الخليج ، والمملكة بصفة خاصة قد سيطرتْ
على الساحة الإعلامية الغربية, وأسهم الإعلام العالمي بشكل كبير في بلورة تلك الانطباعات بناءً على تحليلات أقل ما يمكن أن توصف به بأنها “سطحية”.
وأثنى على جهود حكومة المملكة المبذولة في تفعيل دور المرأة في التنمية وإشراكها في المجالات كافة، مؤكداً أن نتائج المؤشر
الذي تتبناه يعكس واقع المرأة السعودية ومشاركتها في التنمية، ويظهر تطورا وتقدمًا ملحوظاً خاصة في مجالي التعليم والصحة.
من جهتها, أكدت الأميرة لمياء بن ماجد الأمين العام لمؤسسة الوليد الإنسانية أن مؤشر تنمية المرأة ، الذي يُعد الأول من نوعه
يأتي تتويجاً لجهود المرأة السعودية التي أسهمت بشكل رئيسي في المجالات والقطاعات كافة. وأضافت أنَّ البيانات التي
تضمنها المؤشر ستساعد على إطلاق المبادرات والبرامج الهادفة إلى تحديد معوقات التمكين الاقتصادي والاجتماعي
التي تواجهها النساء في المملكة، وتعزيز التعاون مع الشركاء المحليين والعالميين .