كتب محمد معتز
استضاف صالون د. صديق عفيفى مساء الاربعاء المفكر والاعلامى الكبير الدكتور عبد المنعم سعيد وكان عنوان الصالون ” التوازن بين الاعلام والسياسة “
فى بداية الصالون تحدث الدكتور صديق عفيفى مرحبا بالدكتور عبد المنعم سعيد الذى يعرفه منذ سنوات طويلة
مؤكدا ان المرء يحتار كثيرا عندما يقوم بتقديم الدكتور عبد المنعم سعيد فهو عالم السياسة الكبير الذى درس فى ارقى مراكز
الدراسات الامريكية وهو الباحث الكبير الذى ادار باقتدار مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام فارتقى
به وهو الذى ادار ايضا باقتدار مؤسسة الاهرام رئيسا لمجلس ادارتها وهو ايضا المستشار الذى اعطى النصائح لاعلى
السلطة وهو المايسترو الذى يقود باقتدار احدى قلاع الصحافة العربية فيدفعها للمقدمة واضاف د. صديق عفيفى
: فلا عجب اذا ان يفوز بجائزة مقال الرأى فى دبى وفوزه بها هو تكريم للجائزة وتأكيد لمصداقيتها
وعقب ذلك تحدث
فى الصالون الدكتور عبد المنعم سعيد فأشار الى معرفته منذ سنوات بالدكتور صديق عفيفى موجها الشكر له على
دعوته للحديث فى الصالون
واضاف قائلا : انا محظوظ لاقترابى من الصحافة والسياسة فأنا
خريج علوم سياسية ثم دكتوراه علوم سياسية ولما عملت فى الاهرام فى مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية
بدأت كباحث ثم خبير ثم رئيس وحدة علاقات دولية ثم نائب مدير المركز ثم مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية
بالاهرام لمدة 15 عاما وبالتالى وجدت نفسى فى قلب الصحافة ثم لما بدأت الصحافة التلفزيونية تظهر بقوة وقررنا ان يكون
عندنا برامج شبيهه فقدمت فى التلفزيون المصرى برنامج وراء الاحداث على مدى 15 عاما ومن حسن الطالع وجودى
فى مؤسسة الاهرام على مدى 37 عاما من باحث لمدير مركز الدراسات حتى توليت رئاسة مجلس ادارة مؤسسة الاهرام
ثم بعد ذلك ذهبت الى المصرى اليوم وهى مؤسسة خاصة وانا عندما تركت الاهرام كانت تحقق ارباح لكن تجربة المصرى
اليوم تتواكب مع تراجع الصحف الورقية وزيادة اسعار الورق ومشاكل اقتصادية للصحف خاصة انها مؤسسة خاصة
وتابع د. عبد المنعم سعيد قائلا : العلاقة بين الصحافة والسياسة متوتره بطبيعتها لان كلاهما من الوظائف الاساسية لان
السياسة تدير المجتمعات والصحافة تلقى الاضواء الكاشفة على السياسات والقضايا وفى المراحل الاخيرة اصبح
التوتر غير صحى وهذا التوتر بدأ فى مصر لان كل طرف بدأ يأخذ وظيفة الآخر وهذا بشكل عام .
واضاف ان الصحافة
هى البحث والاستقصاء عن الحقيقة وبصفة عامة فان الصحافة الورقية تتراجع على مستوى العالم بشكل كبير لكن احد المشاكل
ان السياسيين يريدون ان يكونوا اعلاميين ومثلا ترامب كان له برنامج عن الاطفال من سنوات والذى يتابع ترامب
يجده طول الوقت كأنه امام التلفزيون وستجد سياسيين يوميا يكتبوا 3 او4 تويتات وكأنهم نجوم سينما مع ان
كبار السياسيين مثلا ممكن بتويتة واحدة يؤثر على البورصة وهكذا
وتابع د. عبد المنعم سعيد قائلا : على الناحية الثانية نجد الاعلاميين والصحفيين لديهم برامج وهى قوة جبارة وتجد
المذيع لديه برنامج ساعة او ساعتين ولذلك يقول رأيه فى كل شيىء من اول البطاطس وحتى هدف محمد صلاح مع انه
يجب ان يكون حذرا ويكشف الحقيقة من زوايا مختلفة ويجب ان يكون صاحب الحكم هو القارىء او المشاهد والغريب مثلا ان شبكة CNN الامريكية التى
علمت اجيالا كثيرة على مستوى العالم الحياد والموضوعية لم تعد كذلك بل اصبحت محلية جدا وهدفها هو
اسقاط ترامب واصبحت طرف متحزب فى اللعبة السياسية ولذلك التوتر زاد جدا فى العالم بسبب تبادل الوظائف ونحن
فى مصر المشكة اكبر لانه من الاصل تقاليد المهنه الصحفية والاعلامية ضعيفه وكذلك عملية الخلط تمت بطريقة مختلفة
فقد مررنا فى الخمسينات والستينات كان لدينا 3 جرائد ومحطتين تلفزيونيتين ابيض واسود وكانت هناك اشكال تعبير
اخرى فى السينما والمسرح والرواية وكانت اكثر نفاذا مثل رواية ثرثرة على النيل لنجيب محفوظ وكتابات توفيق الحكيم
وفى السبعينات والثمانينات والتسعينات ظهرت الصحافة الحزبية وفى اوائل الثمانينات كانت هناك جريدة الوفد
وجريدة الاهالى وجريدة الاحرار وهى صحف حزبية خلقت منافسة صحية فى ذلك الوقت مع وجود ممنوعات وسقف
معين للحرية وفى مركز الدراسات بالاهرام كنا نقوم ببحوث جادة تتعلق بالامن القومى مثل الصراع مع اسرائيل وازمة
الخليج وكانت جريدة الاهرام تضم كل اصحاب الفكر فى الرواية والمقال الصحفى وتنوع فكرى بوجود د. محمد سيد احمد
ود. فهمى هويدى وعقب ذلك بدأت فى النصف الثانى من التسعينات الصحافة التلفزيونية بظهور الجزيرة التى استقطبت محترفين كانوا فى
BBC ومع وجود احترافية واموال ظهرت الجزيرة بقوة وهنا ظهرت فى مصر الصحافة التلفزيونية وهنا ظهرت
قضايا رأى عام خلقت اهتماما لكن دون الدخول فى صدام مع الدولة
واضاف د. عبد المنعم سعيد هذا الطريق بدأ يتعرض لخطر كبير مع ظهور الصحافة الالكترونية والتكنولوجيا التى افسدت
حتى السياسة لان السياسى او اى شخص يمكن ان يتلاعب بالكلمات والتلسين وهكذا ولا ننسى ان الاعلام هو الذى نزع الشرعية
عن النظام السياسى فى ثورة 25 يناير والصحافة الالكترونية خلقت وضع غريب لان اى محترف فى مواقع التواصل
الاجتماعى يحقق قراءات بالملايين لا يحلم بها صحفى بل ويحقق ارباح ايضا ولذلك هناك شعور عام وجدته فى منتدى الاعلام
العربى هو ان الصحافة الورقية فى سبيلها الى الافول لاننا فى مصر سنة 1990 كان توزيع الصحف الورقية ثلاثة ونصف
مليون نسخة يوميا لكن الآن اصبح 350 الف نسخة فقط يوميا
وباختصار رغم وجود مجالس للصحافة والاعلام فان التكنولوجيا تسبق الجميع وانا ارى انه من الضرورى ان تظل الصحافة والاعلام تقدم الرؤى وتكون بمثابة كشافات للمجتمع..
وبعد ذلك بدأت مداخلات وتوجيه اسئلة من الحاضرين حيث وجه عدد من اساتذة الجامعات والاعلاميين اسئلة الى
د. عبد المنعم سعيد حول موضوع الصالون والذى اجاب على الاسئلة قائلا :هناك خلط بين الاعلام والسوشيال ميديا
ويجب تصحيحه لانه فى رأيىء ان السوشيال ميديا ليست ميديا لانها قائمة على المشاعر والاحاسيس والغرائز وهذا
مجال ثانى بعيد عن الموضوعية والسوشيال ميديا اصبحت فى رأيىء مثل الثقب الاسود الذى يبتلع جزء كبير من الطاقة
الموضوعية ونجد ان 60% من السكان فى مصر شباب ويحصلون من السوشيال ميديا على الاخبار والمعلومات
ويعتبرونها وسائل اعلام رغم انها تعبير عن الاحاسيس وهى بديل للتظاهر والتحرش الجنسى وليست وسائل اعلام
وتعقيبا على ذلك قال د. صديق عفيفى ان الخطورة تتمثل فى ان قراء السوشيال ميديا اصبحوا اكثر بكثير من الاعلام
التقليدى واصبحت تنافس ايضا السينما والحفلات الغنائية والمسرح واخشى ان الناس لا تعد تفتح التلفزيون
لانهم يجدوا كل شيىء فى الموبايل من اخبار واغانى ومسرحيات وافلام وغير ذلك
وعقب د. عبد المنعم سعيد قائلا : ما اخشاه اننا ليس لدينا قدرة على التحكم فى التكنولوجيا بالطبع هناك طريق اسود
مرفوض مثل وقف تويتر وغيره الا انه يجب ان نعرف ان هذه منصات لابد ان يدخلها محتوى موضوعى يناقش الازمات
والقضايا ولابد ان يكون هذا المحتوى مشوقا بدون اثارة لان هناك امور لم تحدث فى تاريخ البشرية مثل انه يدخل على
الفيس بوك 2 مليار شخص على مستوى العالم لذلك اصبح السوق هو المعيار .
واضاف فى ردوده على الاسئلة ان اهتمامات الشباب حاليا مختلفة عن الاجيال السابقة ومع تراجع الصحف الورقية كثيرا لذلك
لابد ان تكون هناك منافسة حقيقية بين وسائل الاعلام مع عدم اعتبار السوشيال ميديا وسائل اعلام كما اننى ارى انه لابد
من وضع حد تصور للصحف القومية التى اصبحت فى طريق مسدود .
واشار اننا لدينا معدل نمو سياسى معقول ولدينا مشروعات قومية كبرى مثل قناة السويس والعاصمة الادارية
وتنمية الصعيد وغير ذلك لكن الشرح والكتابة عنها من الجانب السياسى هو فرض عين لكن شرح هذه المشروعات
بالقدر الكافى ليس موجودا للاسف الشديدوفى نفس الوقت نجد زيادة كبيرة فى برامج المطبخ
وعقب ذلك بدأت فقرة فنية قدمها المايسترو د. مصطفى أحمد الذى قدم العديد من اغانى التراث وفى نهاية الصالون
قدم د. صديق عفيفى شهادة شكر وتقدير الى الدكتور عبد المنعم سعيد
حضر الصالون عدد كبير من اساتذة الجامعات والاعلاميين والخبراء والمثقفين ومن بينهم الوزير د. صفوت النحاس
الرئيس السابق للجهاز المركزى للتنظيم والادارة والبرلمانى الكبيرد. محمد البطران وآخرين .