كتب / محمد مختار
أعلن وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف، الإطاحة بنظام الرئيس عمر حسن البشير واعتقاله، وتشكيل مجلس انتقالى لإدارة البلاد لمدة عامين.
وفي ما يأتي نص البيان: –
بسم الله الرحمن الرحيم
بيــــــان رقم (1)
قال تعالي: (وَأعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ).
الشعب السوداني الكريم..
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.. لقد ظلت اللجنة الأمنية العليا المكونة من القوات المسلحة وقوات الشرطة
وجهاز الأمن والمخابرات وقوات الدعم السريع ، تتابع ومنذ فترة طويلة ما يجرى بمؤسسات الحكم بالدولة، من سوء الإدارة،
وفساد فى النظم، وغياب عـــــدلى فى المعـــاملات، وإنسداد للأفق أمــــام كــل الشعب، خاصةً الشباب، فـزاد الفقـير فقـرا
، وزاد الغنى غـــناً، وانعـدم حتى الأمل فى تسـاوى الفرص لأبناء الشعب الواحد وقطاعاته المختلفة وعاش أفراد تلك المنظومة
الأمنية ما عاشه فقراء الشعب وعامته رغم تعدد وتنوع الموارد التي تجود بها بلادنا ، ورغم تلك المعاناة والظلم البائن
والوعود الكاذبة فقد كان صبر أهل السودان فوق تحمل البشر ، إلا أن هذا الشعب كـــان مسامحاً وكريماً ورغم ما أصاب المنطقة
وبعض الدول ، فقد تخطي شعبنا تلك المراحل بمهارة وحكمة أبعدت عنه التفكك والتشرذم والفوضى والانزلاق إلي المجهول
إلا أن شبابه خرج فى تظاهر سلمي عبرت عنه شعاراته منذ 19ديسمبر2018 حتى الآن، حيث الأزمات المتنوعة والمتكررة
والاحتياجات المعيشية والخدمات الضرورية، وذلك لم ينبه النظام بل ظل يردد الإعترافات المضللة والوعود الكاذبة ويصر
علي المعالجة الأمنية دون غيرها ، وهنا تجد اللجنة الأمنية العليا لزاماً عليها أن تعتذر عن ما وقع من خسائر في الأنفس
فتترحم علي الشهداء وتتمني الشفاء للجرحي والمصابين سواء من المواطنين أو الأجهزة الأمنية ، إلا أن كل منسوبي
تلك المنظومة الأمنية حرصت كل الحرص علي إدارة الأزمة بمهنية وكفاءة وإحترافية رغم بعض السقطات.
جماهير شعبنا الكـريم.. لقد تابعتم ومنذ السادس من أبريل 2019 ما جري ويجري بالقرب وحول القيادة العامة للقوات
المسلحة وما ظهر من بوادر إحداث شروخ في مؤسسة عــــريقة نبهت به اللجنة الأمنيـة العليـــــا ـرئاسة الدولة ، وحذرت مـــــن
خطورته وظلت تكرر وتضع البدائل وتطالب بها حتي اصطدمت بعناد وإصـــــرار علي الحلول الأمنية، رغم قناعة الكــــــل
بتعذر ذلك واستحالته وكان تنفيذ هذه الحلول سيحدث خسائر كبيرة لا يعلم عددها وحدودها ونتائجها إلا الله ، فقررت اللجنة
الأمنية العليا وقواتها المسلحة ومكوناتها الأخرى تنفيذ ما لم يتحسب له رأس النظام ، وتحملت المسئولية الكاملة بتغيير
كل النظام لفترة انتقالية لمدة عامين، تتولي فيها القوات المسلحة بصورة أساسية وتمثيل محدود لمكونات تلك
اللجنة مسئولية إدارة الدولة والحفاظ علي الدم الغالي العزيز للمواطن السوداني الكريم ، وعليه أعلن أنا وزير الدفاع رئيس
اللجنة الأمنية العليا إقتلاع ذلك النظام والتحفظ علي رأسه بعد اعتقاله فى مكان آمن .
كما أعلن الآتي :
أولاً
1. تشكيل مجلس عسكرى إنتقالي يتولى إدارة حكم البلاد لفترة انتقالية مدتها عامين
.
2.تعطيل العمل بدستور جمهورية السودان الإنتقالي لسنة 2005.
3.إعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر وحظر التجوال لمدة شهر من الساعة العاشرة مساءً إلي الرابعة صباحاً .
4.قفل الأجواء لمدة أربعة وعشرين ساعة والمداخل والمعابر في كل أنحاء السودان لحين إشعار آخر .
5.حل مؤسسة الرئاسة
من نواب ومساعدين وحل مجلس الوزراء القومي على أن يكلف وكلاء الوزارات بتسيير العمل .
6.حل المجلس الوطني ومجلس الولايات .
7.حل حكومات الولايات ومجالسها التشريعية وتكليف الولاة ولجان الأمن في أداء مهامهم .
8.يستمر العمل طبيعياً بالسلطة القضائية ومكوناتها ، وكذلك المحكمة الدستورية والنيابة العامة .
9.دعوة حاملي السلاح
والحركات المسلحة للإنضمام لحضن الوطن والمساهمة في بنائه .
10.المحافظة علي الحياة العامة للمواطنين دون إقصاء أو إعتداء أو إنتقام ، إو إعتداء علي الممتلكات الرسمية والشخصية وصيانة العرض والشرف .
11.الفرض الصارم للنظام العام ومنع التفلت ومحاربة الجريمة بكل أنواعها .
12.إعلان وقف إطلاق النار الشامل في كل أرجاء السودان .
13.إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين فوراً .
14.تهيئة المناخ للإنتقال السلمي للسلطة وبناء الأحزاب السياسية
وإجراء إنتخابات حرة نزيهة بنهاية الفترة الإنتقالية ووضع دستور دائم للبلاد .
ثانياً
1.الإلتزام بكل المعاهدات والمواثيق والاتفاقيات بكل مسمياتها المحلية والإقليمية والدولية .
2.إستمرار عمل السفارات والبعثات والهيئات الدبلوماسية والمنظمات .
3.صون وكرامة حقوق الإنسان .
4.الإلتزام بعلاقات حسن الجوار .
5.الحرص علي علاقات دولية متوازنة ، تراعي مصالح السودان العليا وعدم التدخل في شئون الدول الأخرى .
ثالثاً
الإجـــــراءات
1.تأمين الوحدات والمناطق الحيوية والجسور وأماكن العبادة .
2.تأمين وإستمرار المرافق والاتصالات والموانئ والحركة الجوية .
3.تأمين الخدمات بكل أنواعها .
رابعــــــــــاً
شعبنا الكريــم.. ونحن في المجلس العسكري الإنتقالي الذي سيتم تشكيله في البيان الثاني إذ نتحمل هذه المسئولية نحرص
علي سلامة المواطن والوطن ونرجو أن يحمل معنا المواطن المسئولية ويتحمل بعض الإجراءات الأمنية المشددة شراكةً منه
في أمن وسلامة الوطن.. عاش السودان وشعبه الكريم.
والسلام عليكم ورحمة وبركاته.