تجار السياسة والدين يترقبون !
تحيا مصر وجبشها العظيم
في الوقت الذي تهب فيه رياح الثورات والتغيير على بعض من الأنظمة العربية الان منها الجزائر والسودان وكما عشنا فى الماضى
فى احداث مماثلة فإنه من المتوقع أن تترك هذه الثورات وراءها نتائج وخيمة تخلي الساحة للتجار، تجار السياسة والدين
، الذين يستغلون الفرص ليصادروا مجهود الآخرين ويسرقوا أحلامهم. فهؤلاء نجدهم دائما يتحينون الوقت للاستفادة
من هذه التغييرات للانقضاض على الكرسي متنكرين بالزي الثوري المطرز بالبراءة والصلاح.
فيدمروا الاوطان ويقتلوا ويشردوا الشعوب ويمارسوا الارهاب والعنف
لكن عند تحكيم العقل والتجرد من العواطف والانتماءات الحزبية والمذهبية والعقائدية واستغلال الدين يمكننا
توقع ما إذا كانت ستغمرنا السعادة بعد نجاح هذه الثورات أم أننا سنزداد شقاء وتعاسة. وربما بعد فترة سنكتشف الوجه الآخر
لديكور هذه الثورات. فسعادة هذه الشعوب الثائرة هو حق مشروع،ان حققت العدل والامن لكن لو تركت هذه السعادة تغمرنا لتطغى
علينا بالعواطف والتعاطف فسوف تحيد بنا عن مسارنا الحقيقي ونضع جانباً آمالنا الحقيقية في التغيير. فالشعب الذي سيتمكن
من الحصول على حقه في إحداث التغيير الذي ينشده ينبغي عليه أن يحافظ على هذا الحق المشروع، وأعني بذلك أنه يجب أخذ الحيطة
والحذر من أؤلائك الذين يعدون أنفسهم لاستغلال رغبة الشباب العربي الوطنى
والذي حدث من ثورات عربية يشابه كثيراً الثورة الفرنسية. ولهذا فإني أخشى أن يظهر بين هؤلاء المتحمسين روبيسبيير
وصديقه سان-جوست المعروف بصاحب المقصلة الذين أوكلا الأعمال القذرة لأيادي خفية في تصفية الآلاف من قيادات الثورة
أصحاب المطالب الحقيقية. فإذا لم يتنبه الشباب العربي لهذه الأمر فإن أحلامهم الثورية سوف تضيع في معمعة حماسهم العاطفي
الذي يلي سقوط الأنظمة لأنهم سيجدون أنفسهم مغمورين بتلك المشاعر دون أن يفطنوا أنهم أصبحوا تحت قيادة تجار السياسة
أو تحت قيادات أيدلوجية اودينية معروفة بإقصائها لكل من لا يؤمن بأيدلوجياتها، أو قد يجدون أنفسهم تحت قيادة
رجال مخابرات أجنبية كما هو حال من الأمثلة الحية في واقعنا العربي والإقليمي. وهذا ما نرى بوادره التي ظهرت مؤخراً
على الساحةالعراقية والسورية والليبية و اليمنية حيث التحق بالمظاهرات الشبابية تجار السياسة والدين والمذهبية
ممن يدعون الورع والصلاح، فعلى الشباب أن يدركوا مخططات تجار السياسة. فمطالب الشباب العربى الوطنى في التغيير
هو حق مشروع كفله الدستور، كله يبارك هذا التوجه الديمقراطي السلمى الذي تعبر عنه المظاهرات والمسيرات
سواء كانت مظاهرات أحزاب المعارضة الوطنية ، والشعب يؤيد هذه المظاهرات وهذه المطالب لكن بالطرق السلمية
والديمقراطية وبالحوار ونبذ العنف وتجنيب البلد الإنزلاق في فوضى عارمة لا سمح الله.وللتاريخ أذكر الشباب العربى
بحالة الكثير من هذه التجارب السابقة والتى لم ينجوا منها احد الا وطننا مصر الغالية بفضل شعبها ووعيه وجبشها الوطنى
والذى لازال يخوض حربا ضروس مع الارهاب الاسود اناشد الجميع الا يسمحوا لتجار السياسة والدين أن يركبوا على أكتافهم ل
تحقيق مصالحهم الضيقة، فمطالب الشباب مشروعة وكفلها الدستورفى اوطانهم الا الانظمة الخائنة والعميلة وكلنا ندعمها لكن بتحكيم العقل والحوار… تحيا مصر وجيشها الوطنى