كتب-هاني قاعود.
الخميس 14 مارس 2019م
أكد معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين
الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين – يحفظهما الله – تحرص على نُصرَّة أشقائها، بكل ما حباها الله – عز وجل
– من وسائل ومقومات، مسخرةً مكانتها الإسلامية والسياسية والاقتصادية إسلاميًا وعربيًا ودوليًا، في سبيل إحقاق العدل ورفع الظلم.
وقال معاليه في كلمة المملكة العربية السعودية التي ألقاها أمام الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة
التعاون الإسلامي التي تنعقد تحت رعاية الملك محمد السادس، وانطلقت أعمالها مساء أمس بالرباط بمشاركة رؤساء مجالس الدول
الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، إن مواقف المملكة تجاه القضايا الإقليمية والدولية ثابتة وواضحة، حيث تُعَدُ
القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماتها، مشدداً على موقف المملكة الثابت تجاه إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967
م، وعاصمتها القدس الشرقية. وأشار إلى أن المملكة قد تشرفت بأن احتلت المرتبة الأولى بين دول العالم المؤازرة للشعب
الفلسطيني ماديًا ومعنويًا، مجددةً موقفها الثابت باستنكار ورفض أي قرار يدعو إلى الاعتراف بالقدس عاصمة لقوى الاحتلال
الإسرائيلي، وقد أكد ذلك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في لقائه مؤخرًا بفخامة الرئيس
الفلسطيني محمود عباس، وأن حل القضية الفلسطينية مهم ليس فقط لاستقرار منطقة الشرق الأوسط، وإنما للاستقرار العالمي.
وأضاف أن تسمية الملك للقمة العربية التاسعة والعشرين التي عقدت في الظهران بقمة القدس، ما هي إلا ترجمة حقيقية
وواقعية لما تمثله هذه القضية من أهمية ومركزية جوهرية بالنسبة للأمتين العربية والإسلامية، مستشهدًا بما أشار إليه ـــ يحفظه الله
ـــ في كلمته خلال الافتتاح بقوله: “ليعلم القاصي والداني أن فلسطين وشعبها في وجدان العرب والمسلمين”.
وجدد معالي الدكتور عبدالله آل الشيخ دعم المملكة للشرعية في اليمن في مواجهة عبث مليشيا الحوثي المدعومة من إيران،
وذلك من خلال قيادتها للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، مؤكدًا في الوقت نفسه دعم المملكة لكل الجهود الرامية للتوصل
إلى حل سياسي للأزمة في اليمن، وفقًا للمرجعيات الثلاث: المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل،
وقرار مجلس الأمن 2216 والقرارات الدولية ذات الصلة.
وقال ” آل الشيخ” إن المملكة تحمل المليشيا الحوثية الإرهابية التابعة لإيران كامل المسؤولية حيال نشوء واستمرار الأزمة اليمنية
والمعاناة الإنسانية الناتجة عنها، موضحا أن المملكة لم تغفل الجانب الإنساني ومد يد العون للمحتاجين، وحرصت على أن تكون
أول من استجاب لنداء الأمم المتحدة العاجل لإغاثة اليمن، لافتا إلى أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية نفذ خلال
الفترة الماضية أكبر خطة استجابة للإغاثة الإنسانية في تاريخ الأمم المتحدة لمساعدة الشعب اليمني، وقد بلغ إجمالي ما قدمته
المملكة لليمن منذ العام 2014م أكثر من 13 مليار دولار، بالإضافة إلى تبرعها مؤخرًا بمبلغ 500 مليون دولار كمساعدات إنسانية
، ضمن خطة الاستجابة السريعة للوضع الإنساني في اليمن، التي أطلقتها الأمم المتحدة، دعمًا للخطة الأممية
كما جدد معالي الدكتور عبدالله آل الشيخ التحذير من خطر الإرهاب والتنظيمات الإرهابية على استقرار الأوضاع الأمنية،
وعلى سير برامج التنمية في جميع دول العالم. ودعا معاليه في هذا الصدد إلى تضافر الجهود في سبيل التصدي لكافة أشكال
الإرهاب ومنظماته، مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية عانت، شأنها شأن الكثير من الدول الأخرى من الإرهاب، وقادت
العديد من الجهود الدولية الرائدة لمحاربته على كافة الأصعدة بما في ذلك تجفيف منابعه الفكرية والتمويلية.
وأضاف معاليه، أنه لا يمكن لنا الحديث عن خطر الإرهاب ودعم الإرهابيين دون الإشارة إلى النظام الإيراني وما يقوم به
من سياسات عدائية وأعمال إرهابية، وتصدير للفكر الإرهابي ودعم لمنظماته، وتدخل في الشؤون الداخلية للدول، خاصة في عالمنا الإسلامي.
وأعرب معاليه عن الأمل في نجاح أعمال الدورة الرابعة عشرة للمؤتمر في الرباط, مؤكدًا أن قضايا اللاجئين والمهاجرين
والنازحين من بلدانهم بسبب مآسي الحروب والنزاعات هي على رأس القضايا الإنسانية الملحة.
وقال معاليه في ختام كلمة المملكة امام المؤتمر أنه من منطلق المبادئ والثوابت الإسلامية والعربية، فإن المملكة العربية السعودية
لا تتهاون ولا تنتأخر في تأدية واجباتها الإنسانية تجاه الأزمات التي يعاني منها العديد من دول وشعوب المنطقة والعالم دون
تمييز ديني أو عرقي، حيث قدمت المملكة مساعدات تتجاوز ( 35 ) مليار دولار لأكثر من ( 80 ) دولة في المجالات الإنسانية والخيرية والتنموية.