بقلم:هاني توفيق
تهتم وسائل الإعلام فى مصر بالحديث فى كل المجالات ويتنافس الكثير من الإعلامين فى طرح بعض القضايا الملحة من وجهة نظرهم
على المجتمع من أجل الاهتمام أو المساعدة فى الحل ، ولكن يغفل الكثير منهم النظر عن قضية كبيرة لها ثقلها وحجمها ،
ألا وهى قضية الإعاقة فى مصر
، حيث يغفل أغلب الإعلامين بقنواتهم وصحفهم عن قضية ما يزيد عن ١٢ مليون شخص معاق بمصر ، ينقصهم الكثير من الخدمات
و العديد من الحقوق ، وإن كان بعض الحقوق المعدومة تم الوصول إليها ، إلا أن هناك حقوق كثيرة للأشخاص ذوى الإعاقة
ضاعت فى مصر وسط زحام المشكلات دون النظر إليها من قبل المسئولين
عن تنفيذ القوانين والتشريعات ، مع غياب تام وواضح لوسائل الإعلام
عن تلك القضية المهمة ، خاصة فى تناول قضاياهم سواء فى الإعلام أو الدراما المصرية
، مما أدى إلى زيادة الفجوة بين ذوى الإعاقة والمجتمع
، وبدل من أن يصبح المجتمع دامجا لهم أصبح اشد قسوة عليهم فحكم عليهم بالعزلة والانطواء
، فى حين لم يتناول أى من الإعلامين
قضايا الأشخاص من ذوى الإعاقة ، وبحث مشكلاتهم ، فهل يعلم الإعلامين
أن هناك ما يسمى بالاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص
ذوى الإعاقة والتى صدقت عليها مصر عام ٢٠٠٨ ، لتصبح الدولة ملزمة بتوفير كل ما يلزم الشخص المعاق من احتياجات
، فهل حاول الإعلامين البحث عن تلك القضية ، أم انتظروا يسبن
وغيره من الأشخاص الذين سنحت لهم فرصة لن يراها غيرهم
ولن تتكرر مع كثير غرهم ، نؤمن أن هناك مؤسسات ونشطاء فى مجال الإعاقة
كرسوا كل جهدهم لهذه القضية لأنهم جزء منها ،
ولكن ما دور الإعلام فى تغير ثقافة المجتمع تجاه قضايا الإعاقة
وتعريفهم المفاهيم الصحيحة ، هل حاول أحدهم التعمق فى تلك القضية
، غير من تلقى دعوة من الجمعيات العاملة فى هذا المجال للتوضيح وتقديم المساعدة ، ولعل الأكثر غرابة فى الموضوع
أنهم حتى الآن لم تتوحد كلمتهم فى تصنيف الإعاقة ، فمنهم من يقول :” ذوى الاحتياجات الخاصة – ذوىالقدرات الخاصة – وغيرها ”
وتركوا للعامة مفاهيم وعبارات خاطئة دون تصحيح ، وللأسف بعض الصحفين يتناولون كلمات خاطئة ومهينة فى حق الأشخاص
ذوى الاعاقة دون مراعاة لشعورهم أو فهم لتلك المعانى ، حين يقولون حوار الطرشان مثلا وحين ينعتون المسئولين بالصم والعمى
وغيرها من الألفاظ ، فليعلم الجميع بأنه بموجب الاتفاقية الدولية
لحقوق الأشخاص ذوى الاعاقة ، هم أشخاص ذوى إعاقة
وهذا ما أكدته مواد الدستور ، فمن العجيب أن ُتطلق عليهم أسماء كل على حسب فهمه وادراكه وفتواه ، لكن المصيبة الأكبر
أن هذا التعريف لا يعلمه فى وسائل الإعلام اإلا القليل والأكثر غرابة إذا صح الصحفى فى كتابتها غيرها الديسك قبل الطباعة
ظنا منه أن الصحفى قد أخطأ فى كتابتها ، فهل هناك برامج مخصصة لهم ، هل هناك عرض واقعى بالدراما المصرية
يوضح حياة هؤلاء الأشخاص بما تحتوية من مشاهد ، لذا على الإعلامين
أن يعلموا ما هى الإعاقة ويقدموا للمجتمع المفاهيم الصحيحة
التى تساعد على حصول الاشخاص ذوى الاعاقة على أبسط حقوقهم وهى الدمج داخل المجتمع ، فالمعاق ليس بشيخ
بل هو شخص ذوو إعاقة بصرية ، ولا أهبل أو متخلف بل هو شخص ذو إعاقة ذهنية
ولا أعرج ولا مشلول بل هو شخص ذو إعاقة حركية
– وغيرها من المسميات التى تؤذى هؤلاء الأشخاص وأسرهم ، فلأبد من وقفة ،
ولأبد أن يتناول الإعلام حياة هؤلاء الناس المليئة بالكفاح والعمل .