رسالة الزعيم السيسى لكل العالم
متابعة عادل شلبى
بمؤتمر ميونخ بألمانيا أثناء كلمته بالأمس .. كأول رئيس عربى و خارج أوروبا بحضور 35 من رؤساء الدول والحكومات
و50 من وزراء الخارجية و30 من وزراء الدفاع و600 من الخبراء العسكريين والامنيين والدبلوماسيين و 700 مشارك و1200
صحفى والتى تضمنت رؤية مصر للتوصل لحلول سياسية لمختلف الأزمات التى تمر بها منطقة الشرق الأوسط و ثوابت
سياسة مصر الخارجية التى تستند إلى الحفاظ على كيان الدولة الوطنية و تماسك مؤسساتها وقواتها الوطنية النظامية
واحترام سيادة الدول على أراضيها وسلامتها الاقليمية و جهود مصر فى مكافحة الارهاب والفكر المتطرف ..
قائلا ..
– ينعقد المؤتمر هذا العام وسط تحديات ومخاطر متزايدة ومتشعبة
و تحديات العصر الراهن تفوق قدرة أى دولة أو تجمع محدود على مواجهتها لكونها صارت لا تعترف بالحدود الجغرافية و تأثيرها يشمل الجميع.
– نشاهد نزاعات مسلحة وحروب أهلية و عرقية ومذهبية وهجمات ارهابية بالاضافة لمشكلات الفقر والبطالة وضعف الانتاجية
وتردى مستوى الخدمات المختلفة و بالتالى ازمات اقتصادية وعدم استقرار للأسواق المالية وشروط التدفقات الرأسمالية وتفاقم ظاهرة الديون.
– نتطلع دوما للتعبير عن شواغل الشعوب الافريقية الشقيقة الرامية لتحقيق الاستقرار والتقدم و التنمية
و أولويات الاتحاد الأفريقى
فى 2019 هى دفع التكامل الاقتصادى الاقليمى على مستوى القارة و على أعتاب 2020 عام اسكات المدافع بالقارة أولوياتنا
اعادة الاعمار والتنمية فى فترة ما بعد النزاعات.
– تعمل مصر مع مفوضية الاتحاد الأفريقى على تدشين مركز الاتحاد الأفريقى لاعادة الإعمار والتنمية والذى تستضيفه القاهرة
و نرحب بالتعاون مع جميع الشركاء الدوليين لارساء منظومة الأمن وتحقيق التنمية المستدامة فى القارة الأفريقية.
– الإرهاب بات ظاهرة دولية لها مخاطر متعاظمة تؤدى لزعزعة استقرار المجتمعات و يستلزم من الجميع بذل جهود صادقة
لاقتلاع جذور تلك الظاهرة البغيضة التى تعد التهديد الأول لمساعى تحقيق التنمية و يجب تضييق الخناق على الجماعات والتنظيمات
التى تمارس الإرهاب أو الدول التى ترى فى غض الطرف عنه بل وفى حالات فجة تقوم بدعمه وسيلة لتحقيق أهداف سياسية ومطامع اقليمية.
– أمننا القومى يتطلب منا أن نكون حريصين أكثر عند حل المشكلات التى تواجه المنطقة و منذ السقوط لدول اتخذت
مصر اجراءات أمنية مكثفة باهظة الثمن خلال الخمس سنوات الماضية.. و تم تدمير مئات العربات المدرعة المحملة بالأسلحة
والذخيرة والمقاتلين الأجانب فمن يقوم بدعم وتمويل ونقل المقاتلين الأجانب ؟؟
– عدم تصويب الخطاب الدينى سيؤثر على جميع دول العالم ما لم يتم التعامل معه بشكل متكامل وتعاون دولى حاسم و طالبنا بشكل
دولى منع استخدام أنظمة الاتصال الحديثة فى نشر الفكر المتطرف وتجنيد المتطرفين و لم نجد آذانا تستجيب وتتصدى.
– قضية الهجرة واللاجئين وما تتطلبه من معالجة تتسم بالشمول والابتكار تأخذ فى اعتبارها جذور الأزمات المسببة لها
وتسعى لتخفيف المعاناة الانسانية المصاحبة لتلك القضية و مصر نجحت فى وقف أى محاولات للهجرة غير الشرعية عبر شواطئها من سبتمبر 2016.
– موقع مصر أفريقيا وعربيا وأوروبيا يجعلها تتأثر وتؤثر بشدة من حالة عدم الاستقرار بهذه الدول و عندما سقطت دول
جوار وأصيبت بحالة عدم الاستقرار وحروب أهلية تعرضت مصر لحالة نزوح وهجرة من الدول العربية والأفريقية
ولدينا فى مصر 5 ملايين لاجئ نستضيفهم لا يقيمون فى مراكز أو معسكرات ايواء و يعيشون باندماج كامل فى المجتمع المصرى
دون أى دعم خارجى ملموس مع الحرص الكامل على عدم المتاجرة بهذه القضية التى تتعلق بجوانب انسانية فى المقام الأول
وحدث معهم كما حدث مع الأرمن من مائة عام عندما استضافتهم مصر بعد المذابح التى تعرضوا لها.
– مصر تستضيف لاجئيين بالملايين من الدول العربية والإفريقية و لا تزايد بهم أو عليهم ويعيشون مثلهم مثل المصريين بالدولة
.. و الاستقرار فى دول الجوار ينعكس بالطبع على مصر و منذ سقوط دول مجاورة وهنا أقول دول وليس أنظمة نقوم
بإجراءات أمنية مكثفة ومكلفة فى الصحراء الممتدة مع ليبيا فدمرنا أسلحة وسيارات محملة ومقاتلين أجانب وفوجئنا ..
ولكننا كنا متوقعين بوجود مقاتلين أجانب وهذا قلته من 4 سنوات بأن هناك مقاتلين سيفرون من سوريا وقلت هيروحوا فين وحدث ما توقعت.
– عدم تسوية القضية الفلسطينية بصورة عادلة ونهائية يمثل المصدر الرئيسى لعدم الاستقرار فى الشرق الاوسط.
– أهم القضايا الملحة على الساحة الأفريقية هى قضية الأمن فى ليبيا وهى قضية تتطلب منا جميعا تقديم الدعم اللازم للمسار
السياسى والعمل على دعم وتمكين مؤسسات الدولة بما فى ذلك المؤسسة العسكرية و مصر حريصة دوما على تقديم الدعم
و العون للأشفاء الليبيين لمساعدتهم على استعادة عافيتهم وتوحيد المؤسسة العسكرية.
– إيمان مصر بأهمية الحوار الدولى اتصالا بقضايا الأمن والسلم كان دافع لنا لتدشين منتدى اسوان للأمن والتنمية المستدامة والذى تعقد دورته الأولى نهاية 2019.
– القمة العربية الأوروبية المقبلة بشرم الشيخ خطوة مهمة لمزيد من النقاش بين الجانبين العربى والأوروبى لتطوير العلاقات
بينهما و لمزيد من التعاون يعقبها خطوات اخرى.
– محور الأمن والسياسات الذى نهدف لتحقيقه بمفهومه الشامل سياسيا واقتصاديا وثقافيا سيظل هو الأرضية المشتركة
التى يتعين علينا جميعا التركيز عليها والتعاون بشأنها فى السنوات المقبلة. نيفين ناصر