بقلم هيثم الشريف
الغريب أن مثلث حلايب هو واحد من أغنى المناطق في مصر من حيث الثروة والموارد والمعدن، على حده الغربي سلسلة جبال من الذهب والمعادن التي لم تحسن الدولة استغلالها بعد، وفي أوسطه قرية ابورمـاد بحيرة الفوسفات والمنجنيز، ناهيك عن موقع المثلث واعتباره منفذ مصر الرئيس لقارة أفريقيا، وبرغم وجود كل تلك المعادن والعوامل التي من المفترض أن تكون ميزة تؤهله ليصبح منطقة استثمارية تنعش معها حظوظ أبنائه في الحصول على حياة كريمة، ترى النقيض تمامًا في هذا المكان، فلا استغلال لهذه الموارد الطبيعية، ولا استفادة حقيقية من هذا الموقع الجغرافي المميز.
وكما هو معتاد في هذا البلد، فإن المقارنات بين حياة الفرد في هذا الركن من جنوب شرق مصر امتلأت عن أخرها بالمفارقات الساخرة، وكأنها حالة تقمصٍ كاملةٍ بين نقيضين، يظهر فيها حال الأفراد على شفا خط الفقر، والعكس بالعكس ما يحتويه المثلث من ثروات وموارد، وهو أمر يكاد يصير مُعتادًا في الفترة الأخيرة، حتى لو لم تواجه المقارنات بعضها البعض في مثلث حلايب في كافة الأصعدة.
لكن حتى في هذه الأمثلة التي يقع فيها تناقض، لم يحدث أبدًا أن أَعلنت الفوارق عن نفسها بهذا الوضوح، لدرجة أن من الممكن بل ومن الاعتيادي أن ترى عائلات لا تستطيع توفير ثمن برميل مياه الشرب في مثلث يعتبر في الطليعة من حيث الترتيب في تعددية موارد الدخل القومي مقارنةً ببقية مدن محافظة البحر الأحمر،