بقلم /عارف نبيه
تتميز الحضارة المصرية القديمة بين حضارات العالم القديم كلها بأنها الحضارة
الأكثر قدما و سبقا في التاريخ. وبأنها الأكثر ثراء و الأكثر تقدما في سلم الحضارة و التقدم و الثقافة.
ولقد أبدعت الحضارة المصرية القديمة كنوزا أثرية فنية هائلة تتضمن الأهرامات و المسلات
و هي أعمدة عظيمة الارتفاع
مربعة الأضلاع عليها كتابات و نقوش رائعة الشكل تم إكتشافها.
ولكن قبل ما لا يزيد كثيرا علي مائتي عام مضت كانت المخطوطات التي أمكن العثور عليها و كانت الكتابة المحفورة
فوق هذة الآثار الرائعة وكانت لفافات أوراق البردي كلها تعتبر كتابا مغلقا يستعصي علي اي محاولة لقراءة محتوياتها المكتوبة
باللغة الهيروغليفية القديمة التي تستعصي علي الباحثين المبهورين بعظمة الآثار المصرية. ولكنهم لا يستطيعون قراءة
ما دونه قدماء المصريين من كتابات عليها أو علي لفافات أوراق البردي ولم يكن أحد قد إستطاع أن يفهم شيئا منها.
وفي العام الأخير من القرن الثامن عشر 1799 إستطاع ضابط فرنسي يدعي( بيير فرانسوا كسافييه بوشار) كان ضمن الحملة الفرنسية
علي مصر إستطاع العثور علي حجر رشيد أثناء متابعته أعمال الحفر في قلعةالقديس( جوليان) بالقرب مصب النيل في نهاية فرع رشيد
وقد وجدت علي هذا الحجر كتابات محفورة منقوشة باللغة اليونانية و اللغة الهيروغليفية أيضا. وهي كتابة كانت تطري و تسجل امجاد بطلميوس الخامس الذي كان يحكم مصر حتي عام 195ق.م.
وقد وصل حجر رشيد في نهاية الأمر الي ايدي الإنجليز بموجب شروط صلح الإسكندرية بين الإنجليز و الفرنسيين لترتيبات
إنسحاب الجيش الفرنسي من مصر ومنذ عام 1801 أصبح حجر رشيد ضمن محتويات المتحف البريطاني.
و من خلال جهود عالمين بارزين هما الدكتور (ثوس يونج) و (جيان شامبليون) أمكن التعرف علي أبجدية اللغة الهيروغليفية
بالاستعانة بالنص اليوناني و مقارنته بالنص الهيروغليفي الموجود علي حجر رشيد.
وأمكن التعرف علي لغة كانت كل أواصر الإتصال بها مفقودة تماماً و استعاد العالم الملامح الأساسية للآداب الفرعونية القديمة
و أصبحت قراءة لفائف المخطوطات المصرية القديمة ممكنة ودخلت الي دائرة الضوء التي إتسعت لتصل إلي كل معالم العصر الذهبي للحضارة الفرعونية.