كتب-هاني قاعود.
أسرة انتهت حياة كهربائي وزوجته وابنيه الإثنين.. الأب كان يرتدي “قميص وبنطلون”، كأنه كان على موعد خروج
أو عائد من الخارج.. الابن على “كرسي”، الزوجة فى غرفة نومها.. الابنة نائمة على الكنبة.. الهواتف والمتعلقات الشخصية بجوارهم.
. هذا مشهد سجلته معاينة النيابة وضباط مباحث إدارة البحث الجنائي بالجيزة، أثناء معاينة الشقة التى عثر فيها على أسرة
مكونة من 4 أفراد متوفين، فى إسكان المستقبل بمدينة 6 أكتوبر دائرة قسم ثان أكتوبر.
الأب “محمود.م.أ”
، 43 سنة، كهربائي وزوجته “هبة.ر.ا”، 35 سنة، ربة منزل ونجليهما “عبد الله”، 13 سنة، طالب بالصف الأول الإعدادي
، وشقيقته “أمنية”، طالبة بالصف الأول الثانوي..
اشتم الجيران رائحة كريهة من داخل الشقة التى تقع فى الطابق الثانى
بالعقار المكون من 5 طوابق بإسكان المستقبل، وعندما كسروا باب الشقة عثروا على أفراد الأسرة متوفين بالكامل.
عقب اكتشاف الواقعة، أبلغ الجيران قسم شرطة أكتوبر ثان، وانتقل فريق من مباحث الجيزة، وضباط الأمن العام، تحت
إشراف اللواء علاء الدين سليم مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، وبدأ فريق البحث الذي يضم كل
من العميد عاصم أبوالخير، رئيس المباحث الجنائية لقطاع أكتوبر، والعقيد فوزي عامر، مفتش مباحث أكتوبر، والمقدم محمد داود،
رئيس المباحث، تحت قيادة اللواء رضا العمدة، مدير الإدارة العامة للمباحث، واللواء محمد عبد التواب، نائب مدير الإدارة
العامة للمباحث، في معاينة مسرح الجريمة وجاءت المعاينة كالتالي: “شقة سكنية تقع فى الطابق الثاني.. مكونة من 3 غرف وصالة
وحمام ومطبخ.. سلامة منافذ ومداخل الشقة.. هواتف ومتعلقات الأسرة بجوار جثثهم.. الأب كان يرقد على كرسي فى الصالة..
والأب كان أيضا يرقد على كرسي.. والأبنة على الكنبة.. والأم فى غرفة نومها”.
بينما كان فريق البحث يواصل المعاينة، انتقلت نيابة أكتوبر، تحت إشراف المستشار مدحت مكي المحامى العام الأول لنيابات أكتوبر
، وناظرت النيابة جثمان المتوفين، وجاءت أن الجثث لا توجد بها إصابات ظاهرة.. وأن الوفاة تمت قبل اكتشافها من يومين
إلى ثلاثة أيام، وقررت النيابة عرض الجثث على الطب الشرعي لتشريحها، لبيان أسباب الوفاة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، ولاتزال التحقيقات مستمرة.
وعقب انتهاء النيابة من إجراء المعاينة، بدأ فريق المباحث فى جمع المعلومات حول ملابسات الواقعة، وقال عدد من الجيران
أن المتوفين كانوا قد تناولوا وجبة طعام فاسدة “رنجة”، منذ قرابة أسبوع وأنهم أصيبوا بتسمم وذهبوا إلى المستشفيات،
وتم عمل الإسعافات الأولية لهم، ولكن لاحظوا طوال الفترة الماضية أن حالة الإعياء لا تزال مستمرة معهم.
التحريات والتحقيقات،
التي جرت بشأن ملابسات الواقعة، لم تجزم أن المتوفين لفظوا أنفاسهم الأخيرة نتيجة تعرضهم لحالة تسمم، وأن النيابة
في انتظار تقرير الطب الشرعي الخاص بهم لبيان أسباب الوفاة، ورجحت التحريات أن الوفاة قد تكون بسبب تناولهم وجبة
“رنجة” فاسدة، ولاتزال القوات تواصل فحص وعمل التحريات اللازمة للوقوف على ملابسات الواقعة.