على غير عادتى
أكتبُ لكِ اليوم في الصباح على غير عادتي،
فدائماً ما أكتب وأبوح لكِ بأسراري في المساء
وخاصةً بعد منتصف الليل
.. لأنه كما يُقال أنّه وقت المحبين وحديثهم السرّي!
ولكن الآن أنا استيقظت وقلبي مملوء بحبك،
استيقظت وأنا سعيدٌ أنّك في حياتي .. ،
تغمرني الفرحة حقاً، بأنّك إخترقتي قلبي دون قصدٍ منك، ودون أيّ مقاومةً مني!
ووجدتُ أنه يجب أن أكتب لكِ الآن، فمقامكِ مقام السعادة والفرح.. مقامكِ مقام… الحُب!
أتعلمين؟
صارت كتاباتي عنكِ جزء من يومي، جزء من حياتي، جزء منّي أنا.
وإن كانت الكتابات جُعلت لمقصدٍ .. ولأصحابها عليهم أن يقرأوها، فهذا حق لكل من كُتب له شيئاً!
إلا أنّي قُدّر لي أنّ من جَعلتني أكتب لا تقرأ لي شيئاً،
ولن تقرأ لي شيئاً!
لهذا كتاباتي عنكِ في الحقيقة هي لنفسي ..
لي أنا، ربما أجدك بين حروفي تلك، أو ربما ألقى وطني بدلاً منك..
وطني الذي لم أعيش فيه يوماً، وأشتاق إليه حقاً!
فأنتِ وطني!
حبيبتي.. أعترف لك، أعترف لكِ أنّي دون كتاباتي عنكِ في .. “عبث”،
في قلق، أنا دون التفكير فيكي لوحة لم تكتمل،
لوحة فنية فقدت اللمسة الأخيرة،
وفقدت أن تُزين بالألوان!
وأتعلمين أمراً، قدّر لي أيضاً أنّي أحب من لا يحبني،
ولن يحبني، أهذا عقابٌ من الله أم اختبار منه؟
في النهايةِ ما أعلمه هو “أنّي أحبك”!
أعترفُ حقاً أنّي دون صوتك الذي أنام عليه يومياً قصةٌ لم تنتهي، فقدت نهايتها وأصبحت معلّقةً بين السماء والأرض، وأقرب لأن تكون قصةً حزينة!
نعم قصةٌ حزينة جداً هي قصتي تلك،
أحبك وأطلبك وأتمناك، وأشتهيكِ وأعلم أنّي لن آخذ ما أتمني، ولن أجد ما أطلب،
ولن أقابل حبّي بحبٍ منك.
قصةٌ حزينة حقاً، أصحابها وأبطالها هو أنا وقدري المؤلم في النهاية فهو ضيف الشرف فيها!
لا أعلم ما الذي حدث؟!
سحرتني عيناكِ، نعم عيناكِ يا عزيزتي، قطعتان من السماء.. قطعتان من الجنّة، لا يجوز لهم أن تعيشان هنا علي الأرض، أحسدني على رؤيتهما يومياً!
نعم استطعت أن أفوز بصورة لهما،
أنظر لهما كلما شعرت أنّي سأحزن،
ينسياني كل شئ، فهما دواء الحيران والعشقان، ومقتول حقاً من وقع في حبهم!
وصوتك!..
وصوتك المخمري هذا، أرق ما قد يسمعه الإنسان حقاً،
يسري في مسمعي في كل لحظة أفكر فيها بك،
أتعلمين؟
أن كلّك تغلغل في جسدي وفي كياني،
كل شئ فيكِ أصبح جزء مني أنا!
فكيف لمن تداخل في كيانه شئ أن يعيش بدونه؟
سيهلك حتماً، وسأهلك أنا بدونك يا حبيبتي.
إكتشفت في النهاية أنّي مريضٌ بك،
أصبت بداء حبك، بداء عشقك،
وأعلم أنّي لن أشفى منك يا حبيبتي
لن أشفى!