كتب جهاد بكر كيلانى
بدأت محكمة جنايات الجيزة في نظر جلسات قضية مقتل “لواء” بالمعاش، ودفنه في مقبرة أسمنتية داخل شقة بمنطقة الطالبية
في شهر أكتوبر العام الماضي.
وأكدت التحريات والتحقيقات آنذاك، أن المتهمون هشموا رأس المجني عليه
بالشاكوش ودفنه في مقبرة أسمنتية بسبب خلافات مالية بينهم، وأحالت نيابة الطالبية المتهمين للمحاكمة الجنائية أمام محكمة الجنايات
بتهمة القتل العمد للمجني عليه “هشام.م.ز” 57 عامًا، لواء على المعاش.
وحددت النيابة في التحقيقات التي أجريت بالقضية التي حملت رقم 22035 لسنة 2017 جنايات الطالبية، دور كل المتهمين الثالثة
وهم “جلال.س.ع.م” 44 عامًا، صاحب مقهى، و”محمد.إ.م.ع” 27 عامًا، جزار، و”علاء.ش.س.أ” 37 عامًا، “محبوسين”
لأنهم في يوم 6 أكتوبر 2017، المتهمين الأول والثاني قتلا المجني عليه “هشام.م.ز” عمدًا مع سبق الإصرار.
وكان المتهمان بيتا النية وعقدا العزم المصمم على قتله، وأعدا لهذا الغرض أسلحة بيضاء و”شاكوش”، و”أفيز بلاستيكي”
، وتقاسما الأدوار فيما بينهما وتنفيذا لمبتغاهم استدرج المتهم الأول المجني عليه لمكتبه زاعمًا رغبته في تسوية الخلافات
العالقة فيما بينهما، وما أن ظفر به حتى شد وثاقه بـ”أفيز بلاستيكي” واتل مطرقة حديدية وأهال بها على رأسه قاصدا من ذلك
إزهاق روحه فأحدث إصابته التي أودت بحياته حال تواجد المتهم الثاني بمسرح الجريمة للشد من اذره وقاما بمواراة جثمان
المجني عليه بأرضية إحدى حجرات المكتب.
وأوضح تحريات أجهزة الأمن التي أجريت تحت إشراف اللواء هشام العراقي مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الوثائق،
وكان يشغل في منصب مديرًا لأمن الجيزة آنذاك، واللواء إبراهيم الديب، مساعد وزير الداخلية ومدير الإدارة العامة لمباحث الأموال العامة
، وكان يشغل منصب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، آنذاك، أن المتهم الأول أعد خطة محكمة لقتل الضحية وتمكنت القوات
من فك لغز الجريمة، بعد مرور 5 أيام وبدأ ببلاغ تغيب، التفاصيل جاءت طبقا لما ورد في تحريات الأجهزة الأمنية والقضائية واعترافات المتهمين كالتالي:
تبداء احداث الواقعه منذ ان تلقى رئيس مباحث الطالبية بلاغا من ربة منزل تفيد بتغيب زوجها “لواء متقاعد”، وأكدت في البلاغ
أن زوجها كان متوجها للقاء محاميه لإبرام عقد إيجار لـ “ملهى ليلية” يملكه في شارع الهرم، وأنه لم يعد منذ ذلك التوقيت
واستمر اختفائه لمدة 48 ساعة، عقب تحرير محضر.
وأخطر رئيس المباحث بتفاصيل البلاغ اللواء رضا العمدة نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، بتفاصيل البلاغ،
وعلى الفور تم إخطار اللواء هشام العراقي مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، وعلى الفور تم تشكيل فريق بحث وتحر لكشف ملابسات الواقعة.
وأشارت التحريات آنذاك، إلى أن الضابط المختفي ويدعى “هشام” 57 عامًا، ليس له عدوات شخصية وأنه يمتلك ملهى ليلي
وعقار في شارع الهرم ويحصل تلك الإيجارات فقط، وله سيرة طيبة، وأضافت التحريات أن الأسرة لم تتلق أي اتصالات لطلب فدية،
ما يدل على أن الواقعة خطف ووجود شبهه جنائية.
فقامت القوات عن رحلة البحث عن اللواء هشام، بفحص 143 من المشتبه فيهم والمترددين على الضحية سواء من أقاربه وأصدقائه
والمترددين عليه بسبب تعاملات تجارية، ولم تتوصل القوات إلى أي خيوط تقود فريق البحث لفك لغز الواقعة.
وبعد مرور 5 أيام على اختفائه.. توصلت القوات إلى شاهد رؤية أكد أنه شاهد المجني عليه بصحبة أحد الأشخاص في المنطقة،
وبدأت المباحث في فحص كاميرات المحال التجارية وظهرت إحدى الكاميرات بأن الضحية كان بصحبة “جلال.ش”
مسجل شقي خطر، وتبين أنه سبق اتهامه في 23 قضية ومنذ تلك اللحظة اختفى المجني عليه.
وبدأت القوات تحت إشراف اللواء هشام العراقي مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، في فحص علاقة المجني بالمتهم
وتبين أن هناك تعاملات تجارية بينهما منذ فترة زمنية كبيرة، وأن المتهم يقوم بتحصيل الإيجار من عدد من السكان لدى المجني عليه
وفض الاشتباكات بين الأهالي ورواد الملاهي الليلية المملوكة للضحية، وأن المجني عليه اتفق معه على القيام بحراسة الملاهي
مقابل مبلغ مالي 20 ألف جنيه في الشهر.
وجاء في تحريات المباحث التي أشرف عليها اللواء رضا العمدة، نائب مدير الإدارة العامة للمباحث آنذاك، إلى أن المتهم ذاع سيطه
في المنطقة لفرضه الإتاوات على المحال التجارية وعدد من الملاهي بشارع الهرم ومعروف لدى عدد من الملاهي بـ”إبراهيم الأبيض”.
وبتقنين الإجراءات وتكثيف التحريات تم استئذان المحامي العام الأول لنيابة العمرانية والطالبية، لضبط المتهم واستجوابه
حول ملابسات الواقعة، وانطلقت مأمورية من المباحث وألقت القبض على المتهم، وتم اقتياده إلى قسم شرطة الطالبية،
ومثل أمام اللواء رضا العمدة، وبدون أي مقدمات اعترف المتهم بجريمته قائلا: “أيوة ده حصل بس مش ندمان.. قتلته..
كسرت رأسه بالشاكوش وحفرت ودفنته وصبيت عليه أسمنت علشان 20 ألف جنيه بس مش لوحدي كان معايا اثنين كمان”.
وجاء في محضر الشرطة، أن المتهم اعترف بتفاصيل جريمته قائلا: “أنا اتفقت مع المجني عليه لمقابلته بالقهوة بتاعتي
ولما وصل استدرجه لمكتب ملحق بالمقهى بحجة إبرام عقد خفره للملهى اللي كنا متفقين عليه، وبعد ما كتبنا العقد دخل المتهم الثاني لتقييده
وبعد كده ضربته بشاكوش لحد ما مات، وبعدين حضر المتهم الثالث، ثم حفروا في أرضية الغرفة ودفناه وصبينا على جثته خرسانة كل ده حصل في 6 ساعات”.
وبعد ذلك سجلت القوات اعترافات المتهم وضبطت باقي المتهمين، وتم عرضهم على نيابة العمرانية، وقررت استخراج الجثة،
وصرحت بدفنها بعد عرضها على الطب الشرعي وقررت حبس المتهمين بتهمة القتل العمد، وعقب ورود تقرير الطب الشرعي الخاص بالضحية،
تم إحالة المتهمين الثلاثة للمحاكمة الجنائية أمام محكمة الجنايات.