كتبت نجوى نصر الدين صلة الأرحام جسر المحبة وركيزة التماسك الاجتماعي تُعَدّ صلة الأرحام من أعظم القيم الإنسانية والشرعية التي دعا إليها الإسلام وحثّ عليها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، لما لها من أثرٍ بالغ في ترسيخ المحبة، وتعزيز التماسك الأسري، وبناء مجتمع متماسك قادر على مواجهة التحديات. وصلة الأرحام تعني التواصل مع الأقارب بالبرّ والإحسان، ماديًّا كان أو معنويًّا، والقيام بحقوقهم وفق القدرة والاستطاعة، سواء بالزيارة، السؤال، المساعدة، أو حتى الكلمة الطيبة والدعاء. وقد جاءت النصوص الشرعية لتؤكد مكانة هذا الخُلق، قال تعالى: “وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ” [النساء: 1]. كما ورد عن النبي ﷺ: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه” [رواه البخاري ومسلم]. أما عن الآثار الإيجابية لصلة الأرحام فهى كالتالي طول العمر وزيادة الرزق: فقد وعد النبي ﷺ بأن صلة الرحم سببٌ للبركة في العمر والسعة في الرزق. المحبة والمودة: إذ تقوي أواصر القربى وتزرع الرحمة بين أفراد العائلة. المساندة وقت الشدائد: فالأسرة الممتدة تمثل شبكة دعم معنوي ومادي للأفراد. الاستقرار المجتمعي: الأسرة المتماسكة تنعكس على قوة المجتمع وتماسكه. ومن الصور العملية لصلة الأرحام زيارة الأهل والأقارب بانتظام. السؤال عن أحوالهم عبر الهاتف أو الرسائل. مساعدة المحتاجين منهم ماديًّا أو معنويًّا. المشاركة في أفراحهم وأحزانهم. الدعاء لهم والحرص على إصلاح ذات البين. وقد حذّر الإسلام بشدّة من قطيعة الرحم، إذ تُعدّ كبيرة من الكبائر. قال النبي ﷺ: “لا يدخل الجنة قاطع” [رواه البخاري ومسلم]. فالقطيعة لا تعني فقط انقطاع الزيارة، بل تشمل كل صور الإهمال، والخصام، وإهمال حقوق الأقارب أما عن صلة الأرحام في العصر الحديث فمع تسارع الحياة وازدحامها، ضعفت الروابط الأسرية في كثير من المجتمعات، وغلبت العلاقات المصلحية على القرابة. لكن التكنولوجيا اليوم — رغم ما تحمله من انشغال — يمكن أن تكون وسيلة إيجابية لإحياء هذه القيمة؛ فمكالمة هاتفية، أو رسالة دافئة، قد تجبر خاطر قريب وتصل رحمًا مقطوعًا. إن صلة الأرحام ليست مجرد عادة اجتماعية، بل عبادة وقربة يتقرب بها المسلم إلى الله عز وجل. إنها جسر من المحبة يمتد بين القلوب، وركيزة أساسية في بناء مجتمع قوي متماسك. فلنحرص على وصل أرحامنا، فذلك بركة في أعمارنا، وزيادة في أرزاقنا، وسبب لمحبة الله ورضوانه تحياتي نجوى نصر الدين