الخبير الأمني / اللواء خيرت شكري. متابعة / عادل شلبي
. لم يعد خافيًا على أحد أن العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين والكيان الإسرائيلي قد تجاوزت مرحلة الشكوك إلى مرحلة الوقائع العلنية. آخر هذه الوقائع كان سماح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لعناصر الجماعة بالتظاهر أمام السفارة المصرية في تل أبيب، في مشهد يكشف بما لا يدع مجالًا للجدل أن “المرشد الحقيقي” للجماعة لم يعد في مصر أو في أي عاصمة إقليمية، بل في قلب إسرائيل.
هذا التطور أثار قلق المصريين بقدر ما أثار غضبهم، فالتقارب العلني بين جماعة طالما ادّعت “المقاومة” وبين دولة الاحتلال لا يمكن قراءته إلا باعتباره صفقة جديدة، هدفها ضرب الأمن القومي المصري من الداخل. والمقلق أكثر أن هذا المشهد تزامن مع محاولات لإعادة بعض الوجوه الإعلامية السابقة إلى المشهد من جديد، وكأن الأمر ليس صدفة بل جزء من توجيه خارجي لإعادة زرع كوادر الجماعة في مفاصل الإعلام الوطني، حتى تتحول الشاشات المصرية إلى منصات تخدم أهداف الخارج.
إن رفض الشارع المصري لهذه المحاولات لم يكن مجرد موقف عاطفي، بل تعبير عن وعي سياسي عميق؛ فالمصريون أدركوا أن المعركة مع الإخوان لم تعد معركة داخلية فحسب، بل معركة إقليمية ودولية يتصدرها “المرشد الإسرائيلي”، الذي يسعى لاختراق مؤسسات الدولة المصرية عبر واجهات إعلامية تبدو في ظاهرها “مهنية” بينما حقيقتها أذرع لجماعة لفظها الشعب وأسقطها التاريخ.
لقد قدّم المصريون رسالة واضحة: لن يُسمح بعودة الوجوه التي ارتبطت يومًا بخطاب الجماعة أو خدمت أهدافها. الإعلام الوطني يجب أن يبقى خط الدفاع الأول عن مصر، لا حصان طروادة يفتح الأبواب لأجندات مشبوهة. فالمعركة الآن معركة وعي، وإذا كانت إسرائيل قد كشفت أوراقها علنًا، فإن الرد المصري يجب أن يكون أكثر وضوحًا: لا مكان للإخوان في الإعلام، ولا عودة لمن باع ضميره يومًا على حساب الوطن .