السب الشتم من صفات اليهود .
تزداد هذه الأيام غارات الهجامة متمنطقة بالسب والشتم واللعن ،
متغيية هدم ماتبقى من جمال في هذا الوطن .
ولست أحزن حين أسمع سفيها يشتم ، أو ضالا يسب ، أو جاهلا يفتي ،
فهذا دأبهم طوال التاريخ البشري ، لكن مايحزنني
أن الذي يسب ويشتم ويلعن يدعي أنه ملتزم بدين الإسلام .
ويبكيني أنني فشلت فشلا ذريعا أمام انتشار الفكر الصهيوني في بلادنا العربية ،
فقد كانت الشعوب العربية صاحبة الأمجاد القديمة
في الكرم والطهر والتسامح والعفو والقناعة والرضا والصبر والشهامة وعلو الهمة .
تلك الشعوب التي نزل فيها الرسول الأعظم والنبي الخاتم ليقول لهم : ( إن الله جميل يحب الجمال ، إن الله نظيف يحب النظافة
، إن الله كريم يحب الكرماء ، إن الله جواد يحب الجودة ، إن الله يحب من الأمور معاليها ، ويكره سفسفاه ) .
وحينما تخلت وزارة التربية عن دور التربية وهي بناء الشخصية ، واكتفت بصب معلومات لاتسمن ولاتغني من جوع في
عقول الطلاب لقاء النجاح في الامتحان لا لمصلحة المجتمع ولا لمصلحة الوطن
، زادت غارات الهجامة على كل القيم ، فطالب يشتم أستاذه ، وابن يعق والديه ، وزوج يضرب زوجته واختلط الحابل بالنابل .
حينما جمع أبو جهل شبابا ليقتلوا رسول الله ، ووقف الشباب في صفين في الليل
أمام منزل رسول الله ، انتظارا لخروج الرسول الاعظم ليقتلوه
، قال أحد الشباب لأبي جهل ، ولماذا ننتظر حتى يخرج ، يمكننا أن نكسر باب بيته وندخل عليه ونقتله .
قال أبوجهل المجرم جدا : هل نكسر الباب عليه فنروع بناته وأهل بيته
، والله لو كسرنا الباب فسوف تعيرني العرب جميعها أنني روعت بنات محمد .
إن الذين يعتدون على الأعراض بالسب لم يصلوا حتى لمرتبة أخلاق أبي جهل ، ولم يكن أبو جهل يصلي أو يدعي أنه من المسلمين .
ولما نزلت سورة المسد ( تبت يدا أبي لهب وتب ) ، وانتشرت في مكة ، وأصابت الآيات أبا لهب في مقتل ، لايمكن أن يتفاداه ،
خرجت سيدتنا الزهراء فاطمة بنت رسول الله وكانت تمر على مجلس لأعداء أبيها ومنهم أبولهب ، فقال أحدهم لأبي لهب
، قم فاضرب بنت محمد فقد فضحك في القوم ، فقال أبولهب المجرم جدا : والله لو ضربتها فسوف تعيرني العرب بضربها
أكثر من ( تبت يدا أبي لهب ) ، الذين يشتمون ويسبون لم يصلوا حتى لمرتبة أخلاق أبي لهب .
نعم نجحت الصهيونية العالمية في نشر أخلاقياتها في الوطن العربي ، فهذا لص باسم الدين ، وذاك متنطع باسم العلم ،
وغيرهما كذاب باسم الثقافة ، ومعهم متخلف باسم الأدب .
والمشكلة أن اليهود يملكون مفاتيح كثيرة ومهمة للتقدم ، ولكنهم يديرون هؤلاء الأغبياء عن بعد .
فتجد غبيا لايجيد
أن يقيم جملة عربية صحيحة بل لايجيد أن يضع الهمزة في موضعها ، يسب أستاذه
، وهو فرح جدا أن شمس النهار سوف تعلق له قائلة : سلمتك أناملك .
وتجد من يهدد عالما كونيا عظيما بالقتل العمد ، حتى لايسمع الناس كلامه فيكشف جهل الجاهلين ، نعم للمرة المليون ،
من علم سفيها علما فعليه أن يتحمل النتائج ، لأن السفيه إذا تعلم حرفين
.من تسعة وعشرين حرفا اعتدى ، ويكون أول اعتداء للسفيه على من علمه .
( وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك
من ربك طغيانا وكفرا وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا
والله لا يحب المفسدين ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا لكفرنا عنهم سيئاتهم
ولأدخلناهم جنات النعيم ، ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل
وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون )
يخبر تعالى عن اليهود – عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة – بأنهم وصفوا الله _ عز وجل وتعالى عن قولهم علوا كبيرا _ ، بأنه بخيل
. كما وصفوه بأنه فقير وهم أغنياء ، وعبروا عن البخل بقولهم : ( يد الله مغلولة )
، قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو عبد الله الطهراني ، حدثنا حفص بن عمر العدني
، حدثنا الحكم بن أبان ، عن عكرمة قال : قال ابن عباس : ( مغلولة ) أي : بخيلة .
وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : ( وقالت اليهود يد الله مغلولة )
قال : لا يعنون بذلك أن يد الله موثقة ولكن يقولون : بخيل أمسك ما عنده ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
والله لو صـاحب الإنسـان جـبريلا لم يسلم المرءمن قال ومن قيلا
قـد قـيل فى الله أقـــوالاً مصـنفـة تتلى اذا رتل القرأن ترتيلا
قـد قـيـل أن لـه ولــــداً وصاحبة زورا عليه وبهتانا وتضليلا
هـذا قـولهم فى الله خـــــالقـــــهم فكيف لو قيل فينا بعض ما قيلا
حينما يشتمك أحدٌ
حينما يسبُّك أحدٌ
حينما يتطاول عليك أحدٌ
فتذكر أن التطاول من صفات اليهود
فقد أخذ الشاتم والسباب صفة من صفات اليهود
ومن أنت لترد عليهم ؟!
تذكر أنهم تطاولوا على الله
فمن أنت لترد على الإساءة بالإساءة ؟! .
ليس المسلم بسباب ولا لعان ولا طعَّان ولا فاحش ولا بذيء .
صلوات الله على محمد وآله وصحبه وسلم .