لم أعرف يومًا وجه أمي ———————— فقد وُلدت وعلى كتفي وشاح الفقد جئت من رحمٍ لا يحمل إلا الغياب ومن صدرٍ لم يتهجّأ باسمي لكنّه كان يعرفني كما تعرف النجمة سرّ البحر
ورثت الحنين قبل أن أتهجّى البكاء ورثت ثديًا من ضوء وحضنًا من رائحة لم أذقها
أمي لم تمشِ بي في الحقول لم تعلّمني أسماء الطيور ولا كيف أزرع وردةً على شرفة الغيم لم تعلّمني الصلاة ولا كيف أتهجّى القرآن
لكنني تهجّيتُ الصلوات من رفيف الحنين وقرأتُ الكتابَ من همس الغيم في شفتيها من صمتٍ يُقيم في نخاع الروح
أمّي هي كلُّ المنافي ويسألون عن الحزن في لا مآقيّ تالله.. ما ازداد الحزنُ إلا حزنًا و الوجعُ إلا وجعًا وكأن صدري كوكبٌ من كسورٍ لا تُرمّم وكأنّ الدمعَ يسيلُ ينحرُني من الوريدِ إلى الوريد