(17)إرساليات قصيرة جدا ..وما أعذب الكلام على الكلام … ***الشاعرة أمال بوحرب :
حين يتكلّم الجرحُ شعراً تعودُ كلُّ المسميات إلى أسمائها الأولى تستفيق المدنُ المنسيةُ في جيبِ القصيدة وتُعيد الوجوهُ ترتيبَ ملامحها حين يتكلّم الجرحُ لا يعود الحزنُ نحيبًا يصير نشيدًا يمرُّ عبرَ شرايين البلاد ويوقظ فينا رائحةَ التراب الذي نسيناهُ ذاتَ منفى وحين يتكلّم الجرح شعرا تغدو الدموعُ مياهًا صالحةً ويغدو النزيفُ أجملَ من كلِّ النهاياتِ المؤجلة حين يتكلّم الجرح تنبضُ المفرداتُ وتنبتُ السنابلُ من قبورنا فنحيا في الكلماتِ فتصبحُ للقهوة نكهات غريبة نكهتُها… كأنها دمعةٌ أُخفيت في فنجان أو شهقةُ حلمٍ لم تكتمل…
***الشاعر عمر دغرير :
يا أنت حين أراك تعدّين من نفس الجرح شايا لعشاق الكلمات .. أجلس وحيدا … ومن شرفة الحزن أترصّد فرحا قد لا يأتي لهول الزوابع والغيمات وأنتظر بسمة قد لا تشرق لبشاعة المساحيق في الأحداق . ومن دموع الحروف سوف أعتصر الخمرة والراح … و أملأ الدنان والأقداح … وحتما سنشرب معا حتى الثمالة فقد ننسى الحزن دفعة واحدة ونرسم الفرح في وجه الظلمات يا وطني ..