كتب حسن اعتماد تصاعد الصراع الإيراني الإسرائيلي وتدخل أمريكي يعيد خلط الأوراق
تشهد منطقة الشرق الأوسط توتراً متصاعداً بعد تصاعد الحرب غير المعلنة بين إيران وإسرائيل، والتي دخلت طوراً أكثر خطورة بتدخل الولايات المتحدة الأمريكية مؤخراً عبر تنفيذ ضربات جوية على مواقع تخصيب اليورانيوم داخل إيران. هذا التطور يفتح الباب على مصراعيه أمام تحولات جيوسياسية واستراتيجية في الإقليم، ويثير تساؤلات عن السيناريوهات المتوقعة في الفترة المقبلة.
أولاً: جذور الصراع الإيراني الإسرائيلي
منذ عقود ، تعدت إسرائيل على المنطقة العربية وعلى الدول المحيطة بل وحملت عداء قويا ضد إيران خشية من قوتها المتصاعدة بعد الثورة الإسلامية ولذا فإن اسرائيل تلحم بالقضاء على إيران وتفكيكها و اضعافها بمساعدة امريكا كما حدث مع العراق سابقا لذلك أمام تعدي اسرائيل على إيران وحلفائيها تأخذ إيران خطاً مواجها ضد إسرائيل ، وتدعم فصائل مسلحة معادية لها في لبنان (حزب الله) وغزة (حماس والجهاد الإسلامي)، وهو ما تعتبره إسرائيل تهديداً وجودياً. في المقابل، تنفذ إسرائيل باستمرار ضربات دقيقة ضد مواقع إيرانية في سوريا والعراق، وتتهم طهران بالسعي لامتلاك سلاح نووي، ما يجعل المواجهة بين الطرفين مستمرة وإن كانت غالباً تجري في الظل.
ثانياً: التصعيد الأخير والتدخل الأمريكي
شهدت الأسابيع الماضية تصعيداً غير مسبوق، حيث شنت إيران هجوماً صاروخياً مباشراً على مواقع داخل إسرائيل، للمرة الأولى بهذا الوضوح، ما دفع إسرائيل للرد بضربات مكثفة على منشآت عسكرية وبنى تحتية داخل إيران، خاصة في إقليم أصفهان وطهران.
المفاجأة جاءت من الولايات المتحدة، التي وعلى غير العادة، نفذت غارات جوية استهدفت منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية، مبررة تدخلها بأن إيران تجاوزت “الخطوط الحمراء النووية” وزادت من مستويات التخصيب بشكل يهدد أمن المنطقة والعال
ثالثاً: أثر الضربات الأمريكية على إيران
الضربات الأمريكية استهدفت منشآت نووية تحت الأرض، ويُعتقد أنها تسببت في أضرار كبيرة لبرنامج إيران النووي. هذا التدخل العسكري الأميركي المباشر:
يوجّه رسالة قوية لإيران بأن الخيار العسكري ما زال مطروحاً إذا لم تعد طهران إلى طاولة المفاوضات.
يعيد واشنطن إلى قلب الملف الإيراني بعد سنوات من الانسحاب التدريجي في ظل التركيز على الصين وروسيا.
يعقّد فرص التفاهم النووي الذي سعت إدارة بايدن إلى إحيائه.
—
رابعاً: ردود الفعل المحتملة
من المتوقع أن يؤدي هذا التصعيد إلى سلسلة من الردود الإيرانية غير المباشرة:
تصعيد هجمات الوكلاء الإيرانيين في لبنان وسوريا والعراق واليمن ضد مصالح أمريكية وإسرائيلية.
محاولة إيران الرد إلكترونياً (هجمات سيبرانية) على منشآت في إسرائيل وأمريكا.
زيادة الدعم لحلفائها في المنطقة كجزء من استراتيجية “الحرب بالوكالة”.
—
خامساً: السيناريوهات المتوقعة
1. اتساع رقعة الحرب الإقليمية: قد يمتد القتال ليشمل دولاً مجاورة كسوريا ولبنان والعراق، مما يهدد استقرار المنطقة بالكامل.
2. عودة للمفاوضات النووية تحت الضغط: إذا شعرت إيران بالخطر الوجودي، فقد تلجأ مجدداً للمفاوضات بشروط جديدة.
3. تصعيد إسرائيلي مباشر: إسرائيل قد تستغل الوضع الحالي لتوجيه ضربات أوسع، وقد تطلب دعماً أمريكياً علنياً.
4. انقسام دولي حاد: روسيا والصين قد تعارضان علناً أي تصعيد أمريكي، ما يعمق الانقسام العالمي ويزيد من توتر الساحة الدولية.
—
خلاصة
التدخل الأمريكي العسكري في إيران، في ظل الحرب الإيرانية الإسرائيلية المتصاعدة، ينذر بمرحلة خطيرة في الشرق الأوسط قد تخرج عن السيطرة إن لم يتم كبح جماح التصعيد عبر حلول دبلوماسية حقيقية. العالم يترقب ما ستسفر عنه الأيام القادمة، فالمواجهة بين إسرائيل وإيران لم تعد غير مباشرة، والولايات المتحدة أعادت نفسها إلى قلب المعركة بقوة.