كتبت نجوى نصر الدين مرحبًا يا أنا أعرف أنني هجرتك كثيرًا، وتجاهلت نداءاتك، وأخذتك إلى أماكن لم تختاريها. أعرف كم مرّة لبستُكِ وجوهًا لا تليق بك، فقط لأرضي هذا، وأتجنب غضب ذاك. أعرف كم مرة خذلتكِ… حين كان يجب أن أكون الحضن، فكنت القسوة. كم مرة أردتِ البكاء، فقلتُ لكِ: اصمتي. كم مرة أردتِ أن تقولي “لا”، فقلتُ لكِ: ابتسمي. اليوم فقط، أعود إليكِ. لا لأُعاتب، بل لأعتذر. لا لأُصلّح كل شيء دفعةً واحدة، بل لأُمسك يدكِ وأمشي معكِ… خطوة بخطوة. أنا تعبت. وأعرف أنكِ تعبتِ أكثر. لكني هنا الآن. لن أعدكِ ألا نحزن، لكنني أعدكِ أن نحزن سويًا. لن أعدكِ بأن الألم انتهى، لكنني أعدكِ أنه لن يكون بلا معنى. أعدكِ أن أبحث عنكِ… عن صوتكِ، عن ضحكتكِ، عن نفسكِ الأصلية. لن أُلبسكِ وجهًا آخر بعد اليوم. سأترككِ تكونين… أنتِ. بكل ضعفكِ، وقوتكِ، وترددكِ، وشجاعتكِ، ودمعتكِ التي ستنزل… وأخيرًا ستُغسلكِ. أنا آسفة، وأنا… معكِ. بكل حب، أنا. تحياتي نجوى نصر الدين