كتبت نجوي نصر الدين في كل مطار، هناك خريج جامعي يهاجر. لا يحمل معه إلا حقيبة ودراسةً يهبط في بلدٍ لا يعرفه، يعمل فيه بشغف، ويُمنح احترامًا لم يحظَ به في بلده. وبعد سنوات، تعود حكومته — التي أنفقَت على تعليمه ولم تُبقِ له كرامة — لتوقّع عقدًا مع شركة أجنبية يُديرها هو نفسه… ولكن ببدلة رسمية ولهجة غير مصرية. ما هذه السخرية؟! ندفع الملايين لتعليمهم، ثم نخسرهم، ثم ندفع أضعافها لاستئجارهم! نصنعهم بعناية، ثم نفرّط فيهم، ثم نستجلبهم بفاتورة “أجنبية” فيها نسبة ربح وضرائب تأخذها الدول التي احتضنتهم. النتيجة؟ وطن لا يحصد إلا الهياكل الفارغة. وطن يُخرّج المهندسين ويستوردهم. وطن يُنادي على أولاده بعد أن نساهم في طابور “الشركات الأجنبية”. أهذه سياسة أم نُكتة وطنية؟ بل هي كارثة أخلاقية قبل أن تكون اقتصادية. حين يتحوّل الوطن إلى مجرد ممر للعبورقويّ الشكل، لكن لا أحد يبيت فيه فعليك ألّا تتساءل: “أين العقول؟” بل اسأل: من الذي فتح لها بوابة المغادرة؟ تحياتي نجوى نصر الدين