حقيقة، لم يكن مدهشاً لي تكريم وزارة الداخلية، مطلع هذا الشهر، عمدة قريتنا المحترم، محمود صلاح إسماعيل، (37 عاماً) كأفضل عمدة على مستوى المحافظة لهذا العام، وذلك قبل نحو 20 يوماً من إتمام عامه الثالث في العمودية. لم أندهش وأنا أرى وأتابع مجهود الرجل الذي يبذله يومياً، فبالرغم من حجم المسؤولية التي ألقيت على عاتق العمدة الشاب، فإنه كان على قدْر تلك المسؤولية، وقد استفاد كثيراً وتعلّم في (مدرسة) والده الراحل، العمدة صلاح، طيّب الله ثراه، وصار عليه أن يعمل على حَلّ المشكلات اليومية التي ترِدُ إليه في “دَوّار العمدة”؛ من قَبيل مشاكل حدود الأراضي الزراعية، وبعض المشاكل العائلية والأسرية، وما يتعلّق بدوره في حفظ الأمن بالقرية، ومتابعة ضحايا الحوادث، وطيش شباب هذه الأيام، واحتواء المشكلات قبل تفاقُمها، وغيرها، واللافت أن العمدةُ محمود أثبت جدارةً وكفاءةً لافتةً في حلّ كُلّ ذلك، وكل هذا فضلاً عن المشاركة المجتمعية في الأفراح والأتراح، وتقديم واجبات العزاء والتهنئة في كل مناسبة، إضافة إلى تبنّيه حفلاً كبيراً لتكريم الحاصلين على درجة الدكتوراه في القرية، و… و…. *** ولقد ورثَ العمدة الشاب تركةً كبيرة في قرية كانت – إلى عهد قريب – مُهملةً تماماً من جهة الخدمات الأساسية، كالطرق والكهرباء والصحة والاتصالات، غير أنه كان محظوظاً بأن (القلمينا) دخلت، في السنوات الأخيرة من عُمْر والده، يرحمه الله، ضمن منظومة “حياة كريمة”، التي تدعمها رئاسة الجمهورية من أجل النهوض بالقرى الأكثر احتياجاً. وبالفعل، فقبل أن ينقضي العام الأول للعمدة الشاب، كان مشروع الصرف الصحي قد اكتمل في القرية، وعلى التوازي تم تسليم الوحدة الصحية الجديدة، ورصف الطريق الرئيسي بالقرية (جسر طَرّاد النيل)، وتبطين الترعة الرئيسية، ورصف أحد جانبيها، وتركيب منظومة اتصالات حديثة، وتدعيم شبكة الكهرباء، وتبليط بعض الشوارع الحيوية… كما تم بفضل الله تدشين دار م. محمود ربيعي لتحفيظ القرآن الكريم بالقرية، (في يونيو 2023)، أي بُعيَد ذكرى مرور عام على تولّي العمدة مهامه. كل ما سبق إنجازات جميلة جداً، وأسهمت بقدر كبير في تحسين حياة أهل القرية، وتُشكر عليها الجهات المعنيّة، التي كان العمدة محمود على تواصُل معها، متابعاً ومُشجعاً ومُطالباً بالمزيد. *** ومع بداية العام الرابع من مسيرته الممتدة، بإذن الله، ليسمحَ لنا عمدتنا الشابُّ المحترم، أن نستعرض معه بعض الأمور، التي نرجو أن يضعها في اعتباره خلال الفترة المقبلة، وندعو الله أن يُعينه على تنفيذها… ******************* ** نريد مخاطبة الجهات المعنية من أجل سرعة عمل حواجز مناسبة على جانبَي الترعة، خصوصاً مقابل المدارس والكتلة السكنية، منعاً لوقوع حوادث غرق للأطفال، لا قدّر الله. ** نرجو التنسيق مع مجلس المدينة ومجلس قروي المراشدة لتوفير صناديق قُمامة، توزّع على أنحاء القرية، للقضاء على مشكلة تكدُّس القمامة، وحيرة الناس في كيفية ومكان التخلص منها. ** نتمنّى أن يسعى العُمدة المحترم، حثيثاً، لعقد اجتماع بشباب القرية، (وليكن مثلاً في فناء مدرسة السادات)، يَجري فيه حوار صريح ومُباشر معهم، يستمع إلى آرائهم ومقترحاتهم من أجل النهوض القرية وتطويرها، ويتلقى وجهات نظرهم في حل بعض المشكلات، وأقترح أن يكون الموعد خلال شهر يوليو (مثلاً)، لضمان مشاركة الشباب المهاجرين، (في أثناء إجازاتهم)، والاستماع إلى أفكارهم ومساهماتهم. ** نأمل مخاطبة الجهات المعنية من أجل الإسراع في إعادة بناء جناح جديد بفناء مدرسة السادات، باسم مدرسة العروبة؛ التي مضى أكثر من عام على إزالتها، دون البدء في البناء حتى الآن! ** نرجو مخاطبة الجهات المعنية بالأزهر الشريف، والنواب الكرام وبعض الشخصيات المؤثرة (مثل د. محمد حسن عبدالرحمن)، من أجل الإسراع بإجراءات إقامة مدرسة أزهرية بالقرية، لا سيما بعد تخصيص قطعة أرض لذلك منذ مدة ليست قصيرة. *** نرجو – بالتنسيق مع الجهات الأمنية في مركز الوقف – الضرب بيد من حديد على أيدي بعض الفئات الضالة التي تستهدف شباب قريتنا الكرام، (في صحّتهم)، وجعلهم عبرةً لمن يَعتبر… *** العمدة محمود…. نسأل الله أن يبارك في عمرك وجهدك، وأن يعينك على تَبِعات المسؤولية التي أثبتَّ جدارتكَ بها باقتدار، وأن يكتب لقريتنا الطيبة على يديك كُلّ الخير… والسلام.