ذكر *الرئيس عبدالفتاح السيسى* فى وصيته لشباب خطباء الأوقاف فى حفل تخرجهم من دورة تأهيل الأئمة من الأكاديمية العسكرية
« *تجديد الخطاب المسجدى»* تعبير ربما جديد على الأسماع، لكنه مقصود كما فهمته من *الرئيس* ، ودلل عليه بأمثلة بسيطة كانت ملهمة للحضور.
*معلوم مساجد بلا أئمة يختطفها المتطرفون* ، وأئمة بلا تأهيل كمن يرمى بنفسه فى البحر ولا يجيد السباحة، *فسيغرق فى بحر الضياع* .. ودون تجديد الخطاب المسجدى وعصرنته، كمكون رئيسى من مكونات « *تجديد الخطاب الدينى»،* تضيع المليارات فى البنية الأساسية المسجدية هباء، ونخسر جبهة رئيسية فى *«معركة الوعى».*
مقصدى بتجديد الخطاب المسجدى، كما فهمته من حديث الرئيس، *الذهاب رأسا لما أسميه «رسالة المسجد الإيمانية»،*
ليست صلاة واعتكافا فحسب، إلى *«مدرسة المسجد الجامع»،* إلى تجلية رسالة المسجد فى الناس، ما يعظم الفائدة الروحية من الخطاب المسجدى.
أهم من *محتوى المبنى* والفرش والموكيت محتوى الخطاب فوق المنبر وتطبيقاته حياتيا باعتبار الإمام نموذجا حيا ومثالا. زمنا ماضيا كانت الخطبة الموحدة *سبيلا لكبح خطاب التطرف* والفتنة، ليس المهم الآن أن تكون الخطبة موحدة،
*المهم محتوى الخطبة، ومفرداتها، ومستهدفاتها* ، ما يترجم مقاصد الخطبة فى التحليل الأخير، ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض فهذا هو المطلوب ومستوجب العمل عليه بأناة من قبل وزارة الأوقاف.
*توحيد الخطبة المسجدية* فى سنوات خلت انتهى إلى خطبة نمطية، طقسية موسمية، محفوظة عن ظهر قلب، منزوعة الدسم الدينى تخلو من الفائدة المجتمعية المضافة. المسلم (المصلى) يكاد يحفظ جميع الخطب ومعانى الآيات والأحاديث حتى أصبح يرددها دون تدبر، ودون العمل بها، كمن يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم!!
*خطبة الجمعة صارت وظيفية،* وظيفة الإمام وليست رسالته، الخطيب يصعد المنبر ليسمع لنا خطبة محفوظة، ليست نابعة من القلب، ولم تعتمل فى الوجدان، دون تطوير فى الأساليب ما يشد انتباه المصلين ويغرس المعانى المطلوبة فى قلوبهم وعقولهم، فيخرج المصلون منها خاويى الوفاض، من علم أو خلق أو فضيلة يتخلقون بها.
مهم إيصال الرسائل الإيمانية القلبية *بطرق عقلانية* تخاطب العقل والقلب معا، وماهية الرسائل الإيمانية التى يتوق إليها الشاب المسلم، ويتشوق لسماعها، وينتبه لمفرداتها، ويستجيب لوصاياها.
*لاتزال الخطبة المسجدية بعيدة كل البعد عن «فقه المعاملات»،* جملة الأحكام الشرعية العملية، التى تنظم علاقة المكلف بالآخرين (إجمالا *المعاملات الحياتية).*
ولم تذهب الخطبة بعد إلى تقفى *«فقه المقاصد الوطنية»،* مشتق لغويا من «فقه المقاصد الشرعية، والمقاصد الوطنية ترجمة للمقاصد الشرعية»، (الحفاظ على اﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻨﺴﻞ ﻭﺍلمال والحاجيات ﻭﺍﻟﺘﺤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ)، ومثلها المقاصد الوطنية، ما يعنى مقاصد الوطن العليا.
*المقاصد الوطنية باب واسع لا يدخله سوى المؤمنين بالدولة الوطنية،* مستوجب خطاب مسجدى يعنى بحب الوطن جريا على حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لـ«مكة المكرمة»، والحض على المواطنة كما ورد فى «وثيقة المدينة»، فتنتفى شبهات أئمة الفتنة والضلال تجاه أخوة الوطن، وتحض على برهم وودهم وحسن عشرتهم، وتذهب إلى تجلية قيمة العمل وإتقانه فى مرحلة فارقة من العمل الوطنى، ودور *المواطن الصالح* فى تأدية واجباته تجاه وطنه ومجتمعه وجيرته وأسرته (ومهم أسرته ونحن نرى عقوقا أسريا يحزن القلوب).
*مرحبا بعودة المساجد منارات ومدارس* *يتعلم فيها الجميع كل ما يخص التعاملات الحياتية وتسد طريق* *الانحراف والبلطجة وتخلق أجيالا واعية تنبذ العنف ومفرداته وأشكاله*