كتبت داليا فوزى نيويورك، 14-18 أبريل 2025 — في عرض قوي للقيادة الشبابية والابتكار، ألقت الدكتورة ساندي سالم، طالبة الطب في السنة الثالثة بجامعة عين شمس وسفيرة الشباب للسلام في منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، كلمة مؤثرة أمام قادة العالم خلال مشاركتها في منتدى الشباب للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة لعام 2025، والذي عُقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.
وبصفتها ممثلة لصوت الشباب العربي والأفريقي، تحدثت الدكتورة ساندي سالم خلال جلسة رفيعة المستوى، داعية صُنّاع القرار إلى التخلي عن أشكال التمثيل الرمزية، والعمل بجدية على إشراك الشباب كشركاء فعليين في رسم مستقبل العالم.
منتدى الشباب للمجلس الاقتصادي والاجتماعي هو المنصة الأساسية التي توفرها الأمم المتحدة لإشراك الشباب في مناقشة أهداف التنمية المستدامة وأجندة عام 2030. وينعقد المنتدى سنويًا تحت رعاية رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وبدعم من إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في الأمم المتحدة، ومكتب مبعوث الأمين العام المعني بالشباب، وعدد من منظمات الشباب الدولية، ويهدف هذا العام إلى تسليط الضوء على دور الشباب في التحضير لـ “قمة المستقبل” القادمة.
ألقت الدكتورة ساندي سالم كلمتها خلال مائدة وزارية مستديرة بحضور شخصيات أممية بارزة، من بينهم رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي معالي السفير بوب راي، ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشباب الدكتور فيليبي بوليير، ومنسق الجلسة الدكتور سامح كامل، السكرتير العام للمجموعة الرئيسية للأطفال والشباب.
وقالت الدكتورة ساندي في مستهل كلمتها: “أنا لا أُمثّل الشباب فقط، بل أنا جزء من جيل يقوم ببناء المستقبل بالفعل. إن إشراك الشباب في اتخاذ القرارات العليا ليس ترفًا، بل ضرورة ملحة.”
وسردت قصة ابتكارها الذي بدأ في سن الثانية عشرة، عندما التقت بشخص أصم وأبكم، وهو اللقاء الذي دفعها إلى تطوير SIMON، وهو ساعة ذكية مدعومة بالذكاء الاصطناعي تساعد ذوي الإعاقة السمعية والنطق على التواصل الفوري مع الآخرين. قالت بتأثر: “عندما أعطيت هذا الجهاز لأول مرة لأحد المستخدمين، بكى وقال لي: ‘لماذا فكرتِ فينا؟’، تلك اللحظة غيّرت مجرى حياتي بالكامل.”
وأكدت الدكتورة ساندي أن التعاطف والإصرار هما المحركان الحقيقيان للتغيير، وليس بالضرورة الخبرة أو الموارد. وأضافت: “نحن الشباب لا ننتظر المستقبل – نحن نصنعه. لكننا بحاجة إلى التوجيه، والثقة، والدعم الحقيقي لتوسيع أثر الحلول التي نخلقها.”
وشاركت الدكتورة ساندي في العديد من الفعاليات الجانبية للمنتدى، من أبرزها فعالية “الشباب في الطليعة: تسخير العلوم والشمول الاجتماعي لتحقيق التنمية المستدامة”، وكذلك فعالية إطلاق برنامج “مندوبو الشباب لدولة قطر لدى الأمم المتحدة”، والتي نُظمت بالتعاون بين وزارة الرياضة والشباب ووزارة الخارجية في قطر، بالتنسيق مع بعثة قطر الدائمة لدى الأمم المتحدة ومنظمة اليونيسف.
وقد حضرت الفعالية شخصيات بارزة، من بينها سعادة السفيرة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوبة الدائمة لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، وسعادة المهندس ياسر بن عبد الله الجمال، وكيل وزارة الرياضة والشباب، والدكتور فيليبي بوليير، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة. كما التقطت الدكتورة ساندي صورة جماعية مع الوفد القطري، في إطار حرصها الدائم على تعميق الحضور الدبلوماسي الشبابي في المحافل الدولية.
كما نالت مشاركتها صدى إعلاميًا واسعًا، حيث أجرت مقابلة عبر شاشة قناة الأمم المتحدة باللغة العربية (UN TV Arabic)، تحدثت خلالها عن رحلتها في الطب والتكنولوجيا، وعن أهمية تصميم أدوات مبتكرة تخدم الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع.
وقالت في المقابلة: “دراستي للطب جاءت من رغبتي العميقة في فهم الجسد البشري، حتى أتمكن من تطوير تقنيات تُعالج الفجوات في الوصول إلى الرعاية الصحية.”
وختمت الدكتورة ساندي سالم حديثها برسالة ملهمة إلى شباب العالم قائلة: “لا تنتظروا الإذن لتقودوا، ولا الوقت المثالي لتُحدثوا الفرق. تحركوا الآن. كونوا شجعانًا، مُبدعين، ومتعاطفين. مجتمعاتكم بحاجة إلى طاقتكم، وأفكاركم، وشجاعتكم — الآن أكثر من أي وقت مضى.”