*الإرهابي*
*بقلم : محمد عتابي*
*الإرهابي* .. تلك الكلمة الواضحة في حروفها والغامضة والفضفاضة في تفسيرها هي بكل تأكيد الذريعة لكل انتقام وعدوان علي شعب بالكامل
*واليكم التفاصيل….*
حتى لو سلمت *حماس* بقية الرهائن المحتجزين لديها، وعددهم 59 ما بين أحياء وجثث، فإن *العدوان الوحشى* لن يتوقف إلا فترة محددة يعود بها للاشتعال بصورة أكثر عنفًا وهمجية. نتنياهو يؤمن، كما عبر كاتب بريطانى بحق، أنه لا يمكن و *لا يجب السماح للسلام بأن يدوم.*
*الحرب الدائمة الشاملة* يجب أن تتواصل لإنهاء قدرة حماس على القتال والحكم. استعادة الرهائن هدف جانبى *لليمين المتطرف*
الذى يحكم إسرائيل. الرهائن وأسرهم لا يهمون وزراء الحكومة فى شىء بل إنهم عبء عليهم، إذ يقيدون حركتهم لتنفيذ الهدف الأساسى، وهو وأد القضية الفلسطينية للأبد.
*فى ١٥ يناير الماضى* ، وافق نتنياهو على وقف القتال تحت ضغط من ترامب الذى أصر على إتمامه قبل تنصيبه رئيسًا. لكنه لم يحترمه مطلقًا. كان بالنسبة له كلمة جوفاء لا تمنعه من ضرب حماس فى أى وقت يراه مناسبًا. استمر فى قتل الفلسطينيين
وفى حرب *التجويع والحصار* ومنع المساعدات. بتعبير آخر، لم يكن هناك وقف للقتال بل خفض لحدته وعنفه. ظل *نتنياهو* يتحين الفرصة للتخلص منه. رفض التفاوض حول المرحلة الثانية، التى كان من المفترض أن يتم خلالها إطلاق سراح كل الرهائن مع *الانسحاب* الكامل من غزة. لكنه لم يكن فى وارد *الانسحاب* أبدًا. خلال الفترة الماضية صعَّد من مطالبه المستحيلة بموافقة أمريكية لتفجير الاتفاق وإلصاق تهم الانتهاك بحماس. العالم يعرف من يخرق ومن لا يريد التنفيذ، لكن لا أحد يوجه التهمة لإسرائيل.
*خلال شهرين* ، هما عُمر الاتفاق، زادت مشاكل الليكودى المتطرف نتنياهو داخليًا بدرجة خطيرة. انسحب بن غفير، وزير الأمن القومى، من الحكومة احتجاجًا على وقف القتال. وزير المالية سموتريتش بقى لكنه فرض *شروطًا قاسية* على الحكومة تجعل من المستحيل عليها المضى قدمًا فى المفاوضات بشأن *الرهائن*
. عادت للواجهة محاكمة نتنياهو أمام القضاء بتهم *الرشوة* *وخيانة الأمانة* . أحس أن الأرض تهتز من تحت قدميه مع قرب موعد إقرار الميزانية فى 31 مارس الحالى، وعدم قدرته على تأمين عدد كافٍ من الأعضاء لتمريرها *بالكنيست* ، مما يعنى انهيار الحكومة. شعر بأنه ليس لديه ما يخسره. العودة إلى القتال ضد حماس هو ما يخدمه. اخترع ما يشاء من المبررات بالتنسيق مع المبعوث الأمريكى ويتكوف. نتنياهو يدرك جيدًا أن *الرهائن* الأحياء قد يلقون حتفهم خلال العدوان الحالى،
لكن هذا لا يهمه. إنقاذ نفسه وحكومته أهم. بالفعل، عاد بن غفير للحكومة، وأكد سموتريتش استمراره فيها. سقوطه مؤجل حاليًا.
رغم كل *العجرفة والغرور* اللذين يتحدث بهما، يشعر نتنياهو أنه *فشل حتى الآن فى القضاء على حماس*
. نعم، قوتها العسكرية جرى تدميرها، لكن فى كل مرة تم فيها تسليم رهائن، كان ظهور عناصرها كابوسًا مفزعًا له. الأهم أن حلم الدولة الفلسطينية، رغم ابتعاده، لم يتبخر، والدليل هذه *الحرب الدائمة* . فى قرارة نفسه، يخشى نتنياهو من أن كل ما يقوم به لن ينجح فى منع قيام هذه الدولة.
*الحرب هي حرب إبادة جماعية وتجويع وتشريد تنفيذا لخطة ترامب الشيطانية*
