الفكر لا يأتى إلا بفكر وأفكار مرتبطة إرتباط تام بكل حدث مستجد يأتى بحوادث وأحداث تجدد الفكر والأفكار وفى المقال السابق قد وقفنا عند نكسة سبعة وستين وكان المدخل هو سيناء البوابة الشرقية لمصرنا الحبيبة أم الدنيا وسلة غذاء كل العالم ومعون العلم والثقافة لكل العالم قديمآ وحديثآ ومعاصرة حتى نهاية هذا العالم الذي نعيشه فى هذه الدنيا وهذا الزمن. وفى المقال السابق قد توقفنا عند الحدث الجلل الهجوم الإسرائيلى فى سبعة وستين ودخولهم سيناء ووصولهم الى قناة السويس فى ستة أيام وكان السبب فى كل هذا تأخر قطار التنمية وعدم وجود ظهير شعبى مدافع عن سيناء الحبيبة الى قلوبنا جميعآ كمصريين وعرب. ورغم إستعادتنا لسيناء بعد حرب أكتوبر المجيد فإننا تركناها لسنوات عديدة بلا تعمير وبلا تنمية على الرغم من أن سيناء محور يعد هو الأهم فى محاور الأمن القومي المصرى والعربى فى أن واحد بما تمثله من كونها بوابة الإتجاه الإستراتيجى الشمألى الشرقى لمصر وهو ما جعلها مصدرآ لتهديد مصر على مر العصور وكان الإرهاب واحدآ من هذه التهديدات الخطيرة التي واحهت الأمن القومى المصرى وبخاصة فى سيناء. وكانت البداية فى أكتوبر 2004م بتفجيرات هيلتون طابا ومن بعدها ظهرت العديد من الحماعات الإرهابية اللا إسلامية فى سيناء وهى أنصار بيت المقدس وجند الإسلام والتكفير والهجرة والقاعدة وجماعة التوحيد و الجهاد وكتيبة أنصار الشريعة ومجلس شورى المجاهدين وأجناد الأرض وأنصار جند الله. وبدأت المعركة معركة الشعب والقوات المسلحة والشرطة المصرية عملياتها في سيناء للتصدى لهذه الحماعات الإرهابية وعملياتها حيث إشتدت هذه العمليات الإرهابية فى سيناء عقب أحداث 25 يناير 2011 فى ظل غياب أمنى فى سيناء حيث قامت القوات المسلحية المصرية خير أجناد الأرض فى تلك الفترة بعملية النسر فى عام 2012م وقامت بتنفيذ عملية أخرى بإسم عملية سيناء وفى نوفمبر 2013م أعلنت حماعة بيت المقدس فى سيناء تغيير إسمها إلى ولاية سيناء وخاصة وبعد كلمة زعيم تنظيم داعش آنذاك أبو بكر البغدادى بقبول بيعة الجماعة وظهر علم ولاية سيناء ومن هنا بدأت مصر عملياتها والعملية الشاملة في سيناء فى فبراير 2018م وبدأت تعمل فى إطار القيادة الموحدة التى أنشأتها القوات المسلحة شرق القناة لكى تجمع فيها القوات البرية والبحرية والجوية وقوات الصاعقة وقوات حرس الحدود حيث بدأت السيطرة على حركة الدخول والخروج الى ومن سيناء وإقامة الحواجز للتفتيش عند تنقل الأفراد وفرض حظر التجوال وتمت السيطرة وبناء جدران عازلة على الحدود مع غزة ومن أهم هذه الإجراءات التى كانت بين سيناء وغزة هو تدمير الأنفاق والتى وصل عددها إلى أربعة ألاف نفق والتى كانت تسيطر على كل ما يدخل أو يخرج من غزة الى مصر وبالذات فى منطقة رفح هذه المدينة التى تنقسم بين رفح المصرية والفلسطينية حيث كانت أكبر مسارات ومداخل لتهريب الأسلحة والمتفجرات والقوات كذلك نجحت القوات المسلحة المصرية فى تدمير ملاجئ العناصر الإرهابية ومراكز المعلومات والمراكز الإعلامية والحقيقة أن الرئيس السيسي كان على وعى تام بأن تأمين سيناء والقضاء على الإرهاب بها لن يتم بالحلول العسكرية والأمنية وحدها بل لابد من أن تشهد سيناء عملية تطوير شاملة لتضخ مصر مبلغ 700 مليار جنيه بهدف تنسيق تنمية سيناء على عدة محاور رئيسية. وهذا هو الفكر المبنى على أحداث قد حدثت فى فترات طويلة فى سيناء وفى مصرنا وهذا هو فكر القائد المخلص الوفى المحب لمصرنا وكل الوطن وللحديث بقية كى نذكر كل هذه المحاور بمزيد من الشرح والتوضيح. تحيا مصر يحيا الوطن.