يُعَد الأستاذ حمد محمد عثمان، تغمده الله برحمته الواسعة، (الذي توفي قبل أيام عن 87 عاما) الامتداد الطبيعي للرّعيل الأول الذي أسّس لرحلة التعليم في الوقف. فبعد الجيل المؤسّس، الذي يضمّ أمثال الأساتذة الكرامَ الراحلين، حسين الهبش، وأحمد حسين الحوارم، وأبوالقاسم السايح، ومحمود عثمان، وأبوالحمد عراقي، وغيرهم ممّن لا يتّسع المجال لذكرهم، جاء دور الأستاذين محمد دردير معتوق، وحمد عثمان وزملائهما لاستكمال المسيرة. وُلد الأستاذ حمد محمد عثمان إبراهيم بالوقف في 3 أغسطس عام 1938، وتنتمي عائلته الكريمة إلى “المناقرة” بإدفو/ أسوان. في عام 1948 حصل على الشهادة الابتدائية من مدرسة تادرس صالح الإلزامية بقنا، ونال شهادة دبلوم معهد المعلمين بقنا عام 1958، وجاء تعيينه للمرة الأولى في قرية جراجوس، التابعة لمدينة قوص، وفي يناير 1959، تم الاتفاق على التبادل بينه وبين مدرس من النجاحية/ قوص، كان يعمل بإدارة دشنا وقتها. في عهد سنوات الوحدة معها، أُعيرَ أ. حمد إلى الجمهورية العربية السورية، التي قضى بها عامَي 1960 و1961، ومن ثم تسلّم عمله بالقلمينا المشتركة 1962، وظل بها مدة عامين، ومنها انتقل إلى مدرسة البنين، وكان ناظرها الأستاذ حسن إبراهيم. مع مطلع ديسمبر 1972، أصبح الرجل أوّل ناظر “أصلي” لمدرسة الوقف المشتركة، وكان عمره وقتها 34 عاماً فقط، لتتحققَ أمنيّةُ والده الراحل، الذي تمنّى لابنه الوحيد أن يكونَ ناظراً مثل عمّه محمود عثمان، يرحمه الله. تميّزت شخصية الأستاذ حمد بالجديّة والصرامَة والدقّة، وكان يعشق مهنته بشكل لافت، ويتمثّلُ دوماً ببيت الشِّعر البارز: وَقَسا ليَزدَجِروا، وَمَن يَكُ حازماً فَليَقْسُ أحياناً عَلى مَن يَرحَم
وعندما انتقل للعمل بمدرسة العرب والنجاجرة بالمراشدة، فازت بالمرتبة الأولى على مستوى جميع مدارس إدارة دشنا. في عام 1977 أصبح موجهاً لقسم الشُّعلة التعليمي، ومنه إلى قسم الجيل الصاعد بالوقف، ليبدأ في عام 1987 إعارة إلى الجمهورية اليمنية. وعند تأسيس إدارة الوقف التعليمية مطلع التسعينيات، اختاره مديرها الراحل (أ. حسين درويش، يرحمُه الله)، أولَ رئيسِ قطاع بالإدارة، وذلك حتى عام 1995، ومن ثمّ انتقل إلى إدارة نجع حمادي التعليمية كمدير مرحلة بها، حتى أحيل على المعاش في عام 1998. مِن أبرزِ تلاميذه الذين يعتزّ بهم، الأستاذان أحمد إمبابي، وعبدالعاطي شحاتة، ود. ممدوح وشاحي، والمهندس صالح محمود جاد، مدير الإدارة الهندسية بمجلس مدينة الوقف. كان (أبو أكرم) يشعر بامتنان وتقدير بالِغَين تجاه بعض من زملائه وأبنائه بمهنة التدريس، وكان يخصّ بالذِّكرِ الأساتذةَ عبدالراضي صياح، ومحمد أبوالمجد محمد عيسى، وعمر محمد لبيق. عمل أستاذنا الكريم لسنوات “شيخَ بَلَد” عن ناحية الحمزية، وكان – يرحمه الله – يهوى كتابة القصص والروايات، وله فيهما كتابات متميزة، وقد أكرمه الله بأربعة من البنين؛ أكرم ومحمود وعلاء وإسماعيل، بارك الله فيهم جميعاً، وتغمد والدهم الراحل برحمته الواسعة.