في ظل الأزمات التي يشهدها العالم العربي، وتحديدًا في الأراضي الفلسطينية، يظل الموقف المصري ثابتًا وقويًا في دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني. مصر، بحكم تاريخها العميق وثقلها الإقليمي، تدرك تمامًا حساسية الوضع في غزة، وتفهم أن أي مساس بأرض فلسطين، أو محاولة تهجير الفلسطينيين إلى أراضٍ أخرى، هو تهديد للأمن القومي العربي وللحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
تواجه مصر في الوقت الراهن تحديات اقتصادية وسياسية ضخمة، إلا أنها لا تفرط في موقفها الثابت من القضية الفلسطينية. ومن أهم هذه التحديات، تلك المحاولات التي تتزايد بين الحين والآخر لتوطين أبناء غزة في سيناء أو تهجيرهم من أراضيهم، وهو الأمر الذي ترفضه مصر جملةً وتفصيلًا.
مصر وسيناء: خط أحمر
سيناء هي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وقد عانت هذه الأرض العزيزة من عدة مشاكل على مر العصور، بدءًا من الاحتلال الإسرائيلي وصولاً إلى مشاكل التنمية والبنية التحتية التي واجهتها المنطقة. لكن مصر ترفض بشدة أي محاولة لتغيير ديمغرافية هذه الأرض أو توطين أي شخص على أراضيها بالقوة.
رؤية مصر واضحة: لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون سيناء مكانًا لأي توطين قسري للفلسطينيين أو لأي مجموعة أخرى. هذا الموقف يستند إلى عدة أسس:
1. احترام الحقوق الفلسطينية: مصر تؤمن بأن حل القضية الفلسطينية يكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. أي مسعى لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم هو انتهاك لحقوقهم الإنسانية والجغرافية.
2. حماية الأمن القومي المصري: سيناء هي قلب مصر وأمنها، وأي محاولة لتغيير تركيبتها السكانية تهدد استقرارها. مصر تسعى بكل قوتها إلى الحفاظ على أمن سيناء واستقرارها، ولهذا فإن التوطين في سيناء أمر غير مقبول بأي شكل.
3. دور مصر الإقليمي: مصر تعد حارسًا للأمن العربي والإقليمي، وتعتبر نفسها جزءًا من معركة الحقوق الفلسطينية، وهذا يترجم في مساعيها المستمرة من أجل المصالحة الفلسطينية وتقديم الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني في غزة. دعم مصر لغزة لا يعني بأي حال من الأحوال قبولها بتغيير الهوية الجغرافية أو السكانية للمنطقة.
الموقف المصري: دعم لأبناء غزة دون التفريط في الأمن الوطني
مصر تعمل بلا كلل لدعم أبناء غزة في محنتهم، سواء على المستوى الإنساني أو السياسي. من خلال فتح معبر رفح، تقدم مصر المساعدات الطبية والغذائية والإغاثية للقطاع المحاصر. وفي الوقت ذاته، تواصل مصر مساعيها على الصعيد الدولي لدفع المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات فعلية نحو إنهاء الحصار وتحقيق سلام عادل في فلسطين.
لكن مع كل هذه المساعدات، تظل مصر رافضة تمامًا لأي محاولة للتهجير أو فرض واقع جديد في سيناء. لا يمكن لمصر أن تساوم على سيادتها أو على حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه. لذلك، الموقف المصري في هذا الشأن ليس مجرد موقف سياسي، بل هو موقف مبدئي يستند إلى التاريخ والحقوق والكرامة.
خاتمة: مصر لا تقبل التفريط في حقوق أبنائها وفلسطين
مصر تظل الدولة العربية التي تضع القضية الفلسطينية في قلب اهتماماتها، وتسعى إلى حلها عبر الطرق السلمية العادلة. ومع التحديات التي تواجهها، من الضروري أن تبقى مصر رافضة لأي محاولة للتوطين في سيناء، حفاظًا على أمنها الوطني، وعلى حقوق الشعب الفلسطيني في وطنه. سيناء ستظل للأبناء، وأرض فلسطين ستظل محتلة حتى يأتي اليوم الذي يحقق فيه الفلسطينيون حلمهم في دولة مستقلة عاصمتها القدس.
تحيا مصر، وشعبها العظيم الذي يظل دائمًا في صف الحق والعدل تحياتي نجوى نصر الدين