كتبت نجوى نصر الدين حوار بين عناصر الطبيعة أي شيء يقع في طريقي، مهما كانت صلابته أو قوته، فليس هناك ما يوقفني. أنا النار التي تدمّر كل شيء، وتحول الأشياء إلى رماد. أستطيع أن أذيب الحديد وأشعل الخشب، وأغلف الأرض بحرارتي حتى تصبح غير قابلة للحياة. لا يستطيع أحد أن يتحداني، فأنا القوة التي لا تقاوم، وأنا العنصر الذي لا يمكن لأي شيء أن يقف أمامه.
ثم نظر الجميع إلى الماء، وكان له رد هادئ وعميق. قال: “قد تكون النار قوية، ولكنني أستطيع أن أخمدك، وأطفئ لهبك في لحظة. لا شيء يقاوم قدرتي على التسلل والانتشار. أستطيع أن أغمر الأرض وأطفئ نيرانك، وأحطم قوتك دون أن أترك لك مجالاً للعودة”.
وأضاف التراب بنبرة هادئة: “أنتم جميعاً تتفاخرون بقوتكم، لكنني أساس الحياة. من دوني لا يوجد وجود. أنا أستطيع أن أدفن الجميع تحت وزني، ولا يمكن لأي قوة أن تتجاهلني. أنا الذي أحتفظ بالأنسجة الحية، وأعطي الحياة للأشجار والنباتات. إنني الصامد والأبدي”.
ثم جاء دور الحديد، الذي قال: “أنا من أقوى المعادن، وأستطيع تحمل أقسى الظروف. يمكن للنار أن تذيبني في لحظة، لكنني أعود من جديد أكثر صلابة، أقوى وأبقى في شكل لا يتغير. أنا الأساس في بناء الحضارات”.
أما النحاس فقال: “رغم أنني لست قويًا مثل الحديد، لكنني لا أستهان بي. أنا عنصر لا غنى عنه في التكنولوجيا، أستخدم في الأجهزة الكهربائية وأدوات الحياة اليومية. أتمتع بقدرة على التوصيل والتحمل، وتفوقني قوة عملية الاتصال”.
ثم تكلم الحجر قائلاً: “أنا ثابت، صلب، وأبدي. الأجيال تأتي وتذهب، لكنني أظل هنا. لا شيء يمكنه أن يزعزع مكاني أو يغيرني. أنا الأساس في بناء المنازل والهياكل. ثباتي هو سر قوتي”.
أخيراً، تكلم الخشب قائلاً: “قد أكون هشاً في نظر البعض، لكنني أمتلك قدرة فريدة على النمو والتطور. أنا أتعلم من أخطائي، وأتغير بحسب البيئة. يمكن للنار أن تأكلني، ولكنني أعود للظهور بثمار جديدة. أنا رمز للنمو والمرونة”.
وفي النهاية، تعلّم الجميع أن لكل عنصر من هذه العناصر قوته الخاصة وميزاته التي تميّزه، وأن القوة الحقيقية تكمن في التوازن والتكامل بين هذه العناصر، حيث يعمل كل واحد منها في تناغم لتحقيق الوجود والحياة بشكل متكامل. تحياتي نجوى نصر الدين